155

Дурр Масун

الدر المصون

Исследователь

الدكتور أحمد محمد الخراط

Издатель

دار القلم

Место издания

دمشق

في «لا يُبْصرون» . والثاني: النَصبُ على الذَمِّ، كقولِه: ﴿حَمَّالَةَ الحطب﴾ [المسد: ٤] . وقول الآخر:
٢٢٤ - سَقَوْني النَّسْءَ ثم تَكَنَّفوني ... عُدَاةَ اللهِ مِنْ كَذِبٍ وزُورِ
أي: أَذُمُّ عُداةَ اللهِ. الثالث: أن يكونَ منصوبًا بتَرَكَ أي: تَرَكهم صُمًَّا بُكْمًا عُمْيًا.
والصَّمَمُ داءٌ يمنعُ من السَّماع، وأصلُه من الصَّلابة، يقال: «قناةٌ صَمَّاء» أي صُلبة، وقيل: أصلُه من الانسدادِ، ومنه: صَمَمْتُ القارورةَ أي: سَدَدْتُها. والبَكَم داءٌ يمنع الكلامَ، وقيل: هو عدمُ الفَهْمِ، وقيل: الأبكم مَنْ وُلِد أخرسَ.
وقولُه: ﴿فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ﴾ جملةٌ خبريةٌ معطوفةٌ على الجملةِ الخبريةِ قبلها، وقيل: بل الأُولى دعاءٌ عليهم بالصَّمَم، ولا حاجةَ إلى ذلك. وقال أبو البقاء: «وقيل: فهم لا يَرْجِعُون حالٌ، وهو خطأٌ، لأن الفاء تُرَتِّبُ، والأحوالُ لا ترتيبَ فيها» . و«رَجَعَ» يكونُ قاصرًا ومتعديًا باعتبَارَيْنِ، وهُذَيْل تقول: أَرْجَعَهُ غيرُهُ فإذا كان بمعنى «عاد» كان لازمًا، وإذا كان بمعنى أعاد كان متعديًا، والآية الكريمةُ تحتمل التقديرينِ، فإنْ جَعَلْنَاه متعديًا فالمفعولُ محذوفٌ، تقديرُهُ: لاَ يَرْجِعُون جوابًا، مثلُ قوله: ﴿إِنَّهُ على رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ [الطارق: ٨] . وَزَعَمَ بعضُهم أنه يُضَمَّن معنى صار، فيرفعُ الاسم وينصِبُ الخبر، وجَعَل منه

1 / 166