296

Дурр Манзум

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

وفات من كان جاراه وباراه ولعمري أن كلامه ليشفي السقيم، وإن الزمان بمثله لعقيم، خلا أنه -أيده الله تعالى- سلك في تلك التشكيكات المسلك الذي عزا إلينا انتهاجه، وجرى في ذلك المجرى مع ظهور اعوجاجه، وها أنا ذا كاشف عن وجه ما ذكرته القناع، معترفا بأني في ذلك قصير الباع، مستمدا من الله سبحانه وتعالى التوفيق، والهداية إلى أوضح طريق، بمنه ورحمته، فأقول متتبعا لما أورده أيده الله تعالى:

قوله: اعلم أن خلاف الأصم ومن معه إن صحت الراوية عنهم لا يعتد به ولا يلتفت إليه لندرتهم وانقطاع خلافهم.

قلنا: لا وجه للتقييد بقوله: إن صحت الرواية. لأنها ظاهرة الشهرة عنهم، وقد رواها الإمام المهدي عليه السلام في (غايات الأفكار)، والفخر الرازي في (نهاية العقول)، والفقيه قاسم في (الغرر والحجول)(1)، والفقيه يوسف في (الزهور)(2)، ورواها غير هؤلاء أيضا، وليست في الشهرة بأضعف من كثير من الروايات التي لا ينبغي إهمالها، وكذلك ما ذكره من ندرتهم غير مسلم، فإن المخالف في ذلك أبو بكر الأصم من المعتزلة، وهشام الفوطي، وبعض الحشوية، والنجدات من الخوارج، وبعض المرجئة، ولا شك في عدم ندور مثل هؤلاء، وأما انقطاع خلافهم فهو رجم بالغيب لعدم الطريق إلى ذلك، إذ يجوز وجود متابع لهم في بعض النواحي ولم يطلع عليه.

قوله: والخلاف واقع بين الأمة وإن خرج عنه بعضهم.

قلنا: نعم ولكن عبارته مشعرة بعدم الخروج.

قوله: ثم إنه لا وجه لقصر الخلاف في كون الإمامة قطعية أو اجتهادية على القائلين بوجوبها شرعا، فإن القائل بعدم وجوبها أو وجوبها عقلا لا بد له من الحكم عليها، بكونها قطعية أو ظنية.

Страница 309