329

Дурр Фарид

الدر الفريد وبيت القصيد

Редактор

الدكتور كامل سلمان الجبوري

Издатель

دار الكتب العلمية

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

وَالتَّرْجِيْحُ بَيْنَ اللَّوْمِ وَالعَتَبِ (١):
هُوَ أَنَّ اللَّوْمَ عَلَى التَّقْصِيْرِ، وَالخَطَأِ فِي الرَّأْي.
وَالعَتَبَ عَلَى التَّغْيِيْرِ وَالكَدَرِ بَعْدَ الصَّفَاءِ.
فَاللَّوْمُ كَقَوْلِ دُرَيْدِ بن الصَّمَّةِ (٢): [من الطويل]
أمَرْتُهُمُ أمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... فلم يَسْتَبِيْنُوا الرُّشْدَ إِلَّا ضُحَى الغَدِ
فَلَمَّا عَصَوْنِي كُنْتُ مِنْهُمُ وَقَدْ أرَى ... غِوَايَتَهمْ أوَ أنَّنِي غَيْرُ مُهْتَدِي
وَكَقَوْلِ أَبِي الحَسَنِ البَصْرَوِيِّ: [من الكامل]
قَدْ كَانَ وَجْهُ الرَّأْي لَمَّا أَنْ هَوَى ... عَرْشُ ابنِ بُوَيْهَ أَنْ يُرَى فِي الدَّارِ
الرَّأْيُ بِالرَّيِ الغَذَاةَ تَرَكْتَهُ ... وَأتَيْتَ تَطْلُبُهُ مِنَ الأنْبَارِ
فَرَّطْتَ ثُمَّ أَتَيْتَ تَبْغِي دَوْلَةً ... هَذَا لَعَمْرِيْ غَايَةُ الإِدْبَارِ
وَالعَتْبُ كَقَوْلِ البُحْتُرِيِّ (٣): [من الكامل]
قُلْ لِلأَمِيْرِ فَإِنَّهُ القَمَرُ الَّذِي ... ضَحِكَتْ لَهُ الأَيَّامُ وَهِيَ عَوَابِسُ
قَدَّمْتَ قُدَّامِي رِجَالًا كُلُّهُمْ ... مُتَخَلِّفٌ عَنْ غَايَتَي مُتَقَاعِسُ
وَأذَلْتَنِي حَتَّى لَقَدْ أَشْمَتَّ بِي ... مَنْ كَانَ يَحْسُدُ مِنْهُمُ وَيُنَافِسُ
وَأَنَا الَّذِي أوْضَحْتُ غَيْرَ مُدَافَعٍ ... نَهْجَ القَوَافِي وَهُوَ رَسْمٌ دَارِسُ
وَشُهِرْتُ فِي شَرْقِ البِلَادِ وَغَرْبِهَا ... فَكَأنَّنِي فِي كُلِّ نَادٍ جَالِسُ
هَذِي القَصَائِدُ قَدْ زَفَفْتُ صبَاحَهَا ... تَسْعَى إِلَيْكَ كَأنَّهُنَّ عَرَائِسُ

= تَنَفَّسْتُ عَنْ عَتَبٍ فُؤَادِي مُفْصِحٌ بِهِ ... وَلِسَانِي بِالحِفَاظِ يُجَمْجِمُ
(١) أنظر: البديع لابن أفلح العبسي ص ١٧١ وما بعدها.
(٢) ديوانه ص ٤٧.
(٣) ديوانه ٢/ ١١٣٣.

1 / 331