291

Дурр Фарид

الدر الفريد وبيت القصيد

Редактор

الدكتور كامل سلمان الجبوري

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

فَقَوْلُهُ: مَا يَعْلَمُ اللَّهُ، لو أَرَادَ وَاصِفٌ شَرْحَهُ، لاحْتَوَى عَلَى كَثِيْرٍ مِنَ اللَّفْظِ، تَعْجَزُ عَنْهُ العِبَارَةُ.
وَكَقَوْلِ ابنِ الرُّوْمِيِّ فِي الهَجْوِ (١): [من مجزوء الكامل]
مَا شِئْتَ مِنْ مَالٍ حِمًى ... يَأْوِي إِلَى عِرْضٍ مُبَاحِ (٢)

= ثُمَّ انْتَحَى غَيْرُ مَذْمُوْمٍ وَأَعْيُنُنَا ... لَمَّا توَلَّى بِدَمْعٍ وَاكِفٍ سَجِمِ
تَحْمِلُهُ الناقَةُ الأدْمَاءُ مُعْتَجِرًا ... كَالبَدْرِ جَلَّى لَيْلَةَ الظُّلمِ
وَكَيْفَ أَنْسَاكَ لَا نَعْمَاكَ وَاحِدَةٌ ... عِنْدِي وَلَا بِالَّذِي أَسْدَيْتَ مِنْ قدمِ
حَتَّى لَقِيْنَا بُجَيْرًا عِنْدَ مَقْدِمَنَا ... فِي مَوْكِبٍ كَضبَاعِ الحزْنِ مُزْدَحِمِ
فلو رَأَيْتَ مَقَامِي عِنْدَ بَابِهِمْ ... أَحْبَبْتَ أنِّي بِذَاكَ البَابِ لَمْ أَقُمِ
يُحتَمَلُ أَنْ يَكُوْنَ أَحَدُهُمَا قَدْ انتحَلَ قَوْلُ الآخَرَ وَهُوَ (تَحْمِلُهُ النَّاقَةُ الأَدْمَاءُ). البَيْتُ كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَةُ الشُّعَرَاءِ.
(١) ديوانه ٢/ ٥١٥.
(٢) وَكَقَوْلِ سَلَمِ الخَاسِرِ (١):
مَنْ رَاقَبَ النَّاسُ مَاتَ غَمًّا ... وَفَازَ بِاللذَّةِ الجَسُوْرُ
وَكَقَوْلِ الآخَر:
أَنْتَ لِلمَالِ إِذَا أَمْسَكْته ... وَإِذَا أَنْفَقْتَهُ فَالمَالُ لَك
وَكَقَوْلِ أَبِي العَتَاهِيَةِ (٢):
فلو كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا ... لأَعْطَاهَا وَمَا بَالَى
فَهَذِهِ المَعَانِي لَوْ أَرَادَ الإِنْسَانُ الفَصِيْحُ الفَاضِلُ تَفْسِيْرَ كُلِّ مَعْنًى مِنْهَا نثرًا لَمَا أَدَّتْهُ عِبَارَتهُ إِلَّا بِأَضعَافِ لَفْظِهِ نَظْمًا. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ فِي الغَزَلِ:
غَادَةٌ كُلُّهَا جَمَالٌ وَكُلِّي ... أَسَف بَاطِنٌ وَسَقْمٌ بَادِ

(١) شعراء عباسيون ص ١٠٤.
(٢) لم ترد في ديوانه.

1 / 293