198

Дурр Фарид

الدر الفريد وبيت القصيد

Исследователь

الدكتور كامل سلمان الجبوري

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سَرِيْتُ وَنَوْمِي فِيْهِ نَوْمٌ مُشَرَّدٌ ... كَعَقْلِ ابن هَارُوْنٍ وَرِقَّةِ دِيْنِهِ
عَلَى أَوْلَقٍ فِيْهِ الْتِفَاتٌ كَأَنَّهُ ... أَبُو جَابِرٍ فِي خَبْطِهِ وَجُنُوْنِهِ
إِلَى أَنْ بَدَا وَجْهُ الصَّبَاحِ كَأَنَّهُ ... سَنَا وَجْهِ وَاشٍ وَضوْءُ جَبِيْنِهِ
* * *
أَخْبَرَ يَحْيَى بن مُحَمَّد الصَّوْلِيّ عَنْ عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيّ قَالَ: سَمِعْتُ البُحْتُرِيّ يَقُوْلُ أَنْشَدَنِي أَبُو تَمَّامٍ لِنَفْسِهِ يَهْجُو عُثْمَانَ بن إِدْرِيْسَ الشَّامِيّ وَيَصِفُ فَرَسًا:
وَسَاخٍ هَطِلَ التَّعْدَاءِ هَتَّانِ ... عَلَى الجَرَّاءِ أَمِيْنٍ غَيْر خَوَّانِ
أَظْمَى الفُصُوْصَ وَمَا تَظْمَى قَوَائِمُهُ ... فَخَلِّ عَيْنَيْكَ فِي ظَمْآنَ رَيَّانِ
فلو تَرَاهُ مُشِيْحًا وَالحَصى زِيَمٌ ... تَحْتَ السَّنَابِكِ مِنْ مَثْنًى وَوُجْدَانِ
أَيْقَنْتَ أنْ لَمْ يُثبّتُ أَنَّ حَافِرَهُ ... مِنْ صخْرِ تَدْمُرَ أَوْ مِنْ وَجْهِ عُثْمَانِ
أَخَذَ فِي وَصْفِ فَرَسٍ وَشَوْقُهُ إِلَى هِجَاءِ عُثْمَانَ. ثُمَّ قَالَ لِي مَا هَذَا مِنَ الشِّعْرِ؟ قُلْتُ لَا أَدْرِي فَقَالَ هَذَا المُسْتَطْرِدُ أَوْ قَالَ الاسْتِطْرَادُ.
قَالَ مُحَمَّد بن يَحْيَى فَاحْتَذَى هَذَا البُحْتُرِيُّ فَقَالَ فِي قَصِيْدَتِهِ الَّتِي يَمْدَحُ بِهَا مُحَمَّد بن عَلِيٍّ القُمِّيّ يَصفُ فِيْهَا فَرَسًا أَيْضًا:
وَأَغَرَّ فِي الزَّمَنِ البَهِيْمِ مُحَجَّلٌ ... قَدْ رُحْتَ مِنْهُ عَلَى أَغَرَّ مُحَجَّلِ
كَالهَيْكَلِ المَبْنِيِّ إِلَّا أَنَّهُ ... فِي الحُسْنِ جَاءَ كَصُوْرَةٍ فِي هَيْكَلِ
مَلَكَ العُيُوْنَ فَإِنْ بَدَا أَعْطَيْنَهُ ... نَظَرَ المُحِبُّ إِلَى الحَبِيْبِ المُقْبِلِ
مَا إِنْ يَعَافُ قَذًى وَلَوْ أَوْرَدْتَهُ ... يَوْمًا خَلَائِقَ حَمْدَوِيهِ الأَحْوَلِ
قَالَ وَحَمْدَوِيهِ هَذَا كَانَ عَدُوًّا لِلْمَمْدُوْحِ فَاسْتَطْرَدَ بِهِ وَحَكِيَ أَنَّ أَصْحَابَ البُحْتُرِيِّ قَالُوا لَهُ: سَتُعَابُ بِهَذَا البَيْتِ. قَالَ: وَلِمْ؟ قَالوا: لأَنَّكَ سَرَقْتَهُ مِنْ أَبِي تَمَّامٍ. فَقَالَ: أُعَابُ بِأَخْذِي مِنْ أَبِي تَمَّامٍ وَوَاللَّهِ مَا قُلْتُ شِعْرًا إِلَّا بَعْدَ أَنْ أخطر شِعْرَهُ بِفِكْرِي. قَالَ: وَأَسْقَطَ البَيْتَ مِنْ بَعْدُ فَمَا يَكَادُ يُوْجَدُ فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ. قَالَ: وَإِنَّمَا أَخَذَ أَبُو تَمَّامٍ هَذَا الاسْتِطْرَادُ مِنَ الفَرَزْدَقِ فِي قَوْلِهِ: كَانَ فِقَاحَ الأَزْدِ حَوْلَ ابنِ مَسْمَعٍ. البَيْتُ.

1 / 200