123

Duroos Sheikh Omar Al-Ashqar

دروس الشيخ عمر الأشقر

Жанры

ضرورة الاهتداء بهدي السلف إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أنزل الله ﵎ هذا الدين ليكون منهجًا للبشرية، وقام محمد ﷺ -نبي هذه الأمة- بهذا الدين خير قيام، حكم به الحياة، وبلغه إلى العالمين، ومضت الفترة التي كان فيها الرسول ﷺ لتكون هي النموذج الذي يحتذي المسلمون حذوه، ويسعون دائمًا لأن يصلوا بأنفسهم وبجماعتهم إلى المستوى الذي وصل إليه المسلمون في تلك الأيام. كانت الفترة الممتلئة بالأحداث والمشكلات والوقائع التي عاشها الرسول ﷺ وصحابته في أنفسهم ومع أعدائهم هي الفترة المثالية، وكانت دروسًا كلها وينزل القرآن ليعالج مشكلاتها ووقائعها وأحداثها. ولم يزل المسلمون يعيشون عبر تاريخهم على تلك الفترة، يستلهمون منها العبرة، ويأخذون منها الأحكام، ويجددون في ضوئها إيمانهم، وينظرون إلى حياتهم من خلالها، ويواجهون أعداءهم كما كان الأوائل يواجهون أعداءهم في تلك الفترة. لقد علمنا الله ﵎ أن نتعظ من الأحداث التي تمر بمن قبلنا من المؤمنين، وذلك أن الواقعة كانت تقع في زمانه ﵊ فينزل القرآن يبين ويفصل في أحداثها ووقائعها، فيعلم المسلمين ويبين لهم، ويفتح أبصارهم حتى يدركوا الحقائق كما يريدها الله ﵎. وحري اليوم برجال هذه الأمة ومفكريها -والأحداث تكاد أن تعصف بهم- أن يرجعوا مرة أخرى إلى كتاب الله ﵎، وإلى الأحداث التي وقعت في عهد الرسول ﷺ، فسيجدون من خلال تلك الوقائع، وكذا من خلال بيان القرآن الكريم ما يثبتهم ويفتح أبصارهم وبصائرهم.

14 / 2