Дурар
الدرر في اختصار المغازي والسير
Исследователь
الدكتور شوقي ضيف
Издатель
دار المعارف
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٠٣ هـ
Место издания
القاهرة
* قلت: ذكره لعَائِشَة وهم مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن عَائِشَة إِمَّا أَن تكون ولدت بعد إِسْلَام أَبِيهَا بِأَرْبَع سِنِين فَهِيَ مولودة فِي الْإِسْلَام مسلمة بِإِسْلَام أَبِيهَا، تبعا لَهُ بِالْإِجْمَاع. فَلَا يَنْبَغِي أَن تعد مِمَّن حدث إِسْلَامه. [انْظُر تعليقنا على هَذِه الملاحظة فِي الْمُقدمَة مِمَّا يُؤَكد صِحَة رِوَايَة ابْن عبد الْبر] ويتابع صَاحب الملاحظة كَلَامه قَائِلا: وَهَذَا على تَقْدِير أَن يكون أَبُو بكر الصّديق أسلم أول الدعْوَة وَهُوَ الظَّاهِر بل الْقَرِيب من التَّوَاتُر لوجوه، مِنْهَا قَوْله ﵇: بعثت إِلَيْكُم فقلتم: كذبت، وَقَالَ أَبُو بكر: صدق. وَجَاء فِي طَرِيق: أسلم وَمَا عكم "أَي تردد" وَجَاء وَمَا تلعثم. وَجَاء فِي طَرِيق: أَن خَدِيجَة أخذت النَّبِي ﷺ وَأَبا بكر عِنْد فَجْأَة الْحق فِي غَار حراء، فَذَهَبت بهما إِلَى ورقة بن نَوْفَل. وَجَاء فِي طَرِيق صَحِيح قَول عَائِشَة ﵂: لم أَعقل أَبَوي إِلَّا وهما يدينان الدَّين. فَإِن لم يَكُونَا أسلما قبل وِلَادَتهَا أسلما قبل أَن تميز، والطفل قبل سنّ التَّمْيِيز يسلم بِإِسْلَام أَبِيه طبعا إِجْمَاعًا، إسلاما حكميا كإسلام الْمَوْلُود فِي الْإِسْلَام، فَلَا يعد مِمَّن تقدم لَهُ غير الْإِسْلَام أَلْبَتَّة. وَالرَّوَافِض يروون مَا يدل على- زعمهم- على أَن أَبَا بكر تَأَخّر إِسْلَامه، وَهَذَا بهت مِنْهُم وَمُخَالفَة للمستفيض الْمُتَوَاتر، وَالله الْمُوفق. وَالشعر ديوَان الْعَرَب، وَقد جَاءَ فِي شعر حسان يمدح أَبَا بكر ﵁: خير الْبَريَّة أتقاها وأفضلها ... بعد النَّبِي وأوفاها بِمَا حملا وَالثَّانِي التَّالِي الْمَحْمُود سيرته ... وَأول النَّاس مِنْهُم صدق الرسلا وَالنَّاس يدْخل فِي لَفظه النِّسَاء وَالصبيان والموالي. ١ انْظُر سيرة ابْن هِشَام ١/ ٢٧٤.
1 / 39