Дурар Хисан ви Карабистан
الدرر الحسان في إمارة عربستان: وترجمة مولانا صاحب العظمة سردار أرفع معز السلطنة الشيخ «خزعل خان» أمير المحمرة وحاكمها ورئيس قبائلها
Жанры
هذه المحمرة التي فيها الجلا
ل مع الفخار مع اليسار مع الهنا
بانت وخزعل ملكها العالي الذرى
دار الأمان مع الميامن والمنى
أما نفس المحمرة «البلد» فقد كانت متعرجة الأسواق، ذات دور متهدمة على نحو المدن التي على ضفاف خليج فارس، وما زالت كذلك إلى أن علا عرش الإمارة باليمن والإقبال عظمة مولانا السردار أرفع، أعزه الله، فأسرع في ترميمها وتشييد أسواقها على أحدث طراز، فجاء بالمهندسين من البصرة والهند، وفتح خزائنه فعمرها تعميرا، فجاءت أسواقا واسعة الطرقات، مصفوفة، متشاكلة، متناسقة، وكذلك صدرت إرادته السنية بتوسيع شوارعها وفرش أراضيها بالحجر الصلد، وأرصد لها الخدمة لكنسها ورشها، وهكذا أصبحت المحمرة من أعمر مدن العراق بغير جدال. كل هذا فعله على نفقته الخاصة من غير أن يضرب، حفظه الله، ضريبة ما على رعاياه لكي لا يثقل كواهل رعيته بالضرائب.
وأهم شوارع هذا البلد الطيب «الشارع الخزعلي»، وهو شارع كبير مشرف على نهر بهمشير، وفيه الكمرك، ودور المعتمد الإيراني ، والقنصل الإنكليزي، وجناب الحاج محمد علي خان رئيس تجار عربستان ووزير الإمارة الأكبر المشهور بإخلاصه وتفانيه في خدمة مولانا ولي النعم، ودار البنك الإيراني الشاهاني، وكثير غيرها من الدور العامرة، وأشجار النخيل تتخللها جميعا وتختال ما بينها كالعرائس، وفي دار جناب الحاج رئيس حديقة غناء فيها من كل فاكهة زوجان، وهي بهجة للناظرين.
ولقد باتت المحمرة بعدل عظمة السردار أرفع وجليل عنايته من أهم الثغور التجارية على الخليج الفارسي، ترد عليها البضائع من الهند وأوروبا وتصدر للهند وأوروبا وأميريكا صادرات البلاد وأهمها التمر والقمح والسمن والصوف، فكثرت في ذلك أرباح التجار ونمت ثروة الأهلين الذين كانوا بحمى مليكهم المحبوب راتعين في بحابح العدل والأمان.
وأهالي المحمرة خليط من العرب والفرس ونصارى الكلدان والسريان واليهود والصابئة والبنيان وهم عبدة أوثان من أهل الهند، وقد ساوى بينهم عظمة مولانا الشيخ في الحقوق على ما يقضي القرآن الشريف؛ ولذلك تراهم جميعا متآخين متصافين، ليس فيهم غابن ومغبون وظالم ومظلوم وكبير وصغير، بل الكل في نظر الشريعة متساوون وفي الحقوق متشاكلون.
وأهم الكور المحيطة بالمحمرة «الفيلية»، وهي تبعد عن المحمرة نحوا من مسيرة 30 دقيقة في الزوارق «البلايم»، وهي واقعة على شط العراق، وقد جعلها ساكن الجنان المرحوم نصرة الملك مقرا لأسرته المباركة ومواليه، وفيها قصوره ودورهم ودار الحكم ويسمونها الديوانية، وهذه الدار قد جدد بناءها عظمة مولانا السردار أرفع على أحسن طراز، فجاءت كثيرة الاتساع، اتخذ صاعتها الكبرى مجلسا له يؤمه في بياض أيامه للنظر في شئون الإمارة، وبجوارها غرف الكتبة فأروقة كثيرة الغرف لنزول قاصدي الإمارة الذين يتوافدون يوميا زرافات ووحدانا بين عفاة وأصحاب حوائج وعابري سبيل، فينزلون بضيافة عظمته على الرحب والسعة ويقيمون ما شاء الله أن يقيموا، ومن أراد الانصراف منهم تصدر الإرادة السنية بالإنعام عليه بما هو أهله من البر ويصرف له أجر طريقه إلى حيث يريد السفر، وفي هذه الديوانية يتجلى كرم عظمة السردار أرفع العربي بأجمل وأعظم مجاليه، وعدله الأتم بأزهى معانيه، ويحيط بالديوانية دور الحرم الواسعة فدور آل البيت الجاسبي فدور الموالي، وهذه الدور أنيرت بالكهرباء سنة 1911.
الشارع الخزعلي على نهر بهمشير في المحمرة.
Неизвестная страница