فامضِ". (١)
قال بزرجمهر لكسرى وعنده أولاده: أي أولادك أحب إليك؟ فقال: أرغبهم في الأدب، وأجزعُهُمْ من العار، وأنظرهم إلى الطبقة العُلْيا.
دخل "محمد بن عبد الملك بن صالح" على "المأمون" حين قبض ضياعَهُمْ وهو صبيٌ أمردٌ فقال: السلام علكم يا أمير المؤمنين، قال: كم أنت؟ قال: سليلُ نعمتك، وابن دولتك، وغصنٌ من أغضان دوْحتكِ، أًتَأْذَنُ في الكلام؟ قال: نعم، فتكلم بكلام حسنٍ فقضي حوائجهُ.
قيل: لأنوشروان: ما بال الرجل يحمل الثقيل فيحملهُ، ولا يحتمل مجالسه الثقيل؟ فقال: لأن الحمل يشترك فيه الأعضاء، والثقيل ينفردُ به الروح.
[قال] أبو فراس بن حمدان.
قيل لبعضهم: أي المجالس أطيبُ؟ فقال: لولا أن الشمس تحرق والمطر
سكرتُ من لَحْظِهِ لا من مُدَامتِهِ ومال بالنَّوْم عن عيني تمايُلُهُ
وما السُّلافُ دهتنى بل سوالفُهُ ولا الشَّمولُ ازدهَتَنْنى بل شمائلُهُ
لوَّى بعقلىَ أصداغٌ لوين له وغال صبريَ ما تحوى غلائلُهُ
يغرقُ، لما كان في الدنيا أطيب من شربٍ في الفضاء على وجه السماء.
_________
(١) حديث حسن. أخرجه الطبراني (٣٢٢٧) في الكبير من حديث بن النعمان، وفيه إسماعيل بن قيس من الضعفاء، وأخرجه البيهقي (١١٧٣) في الشعب في حديث أبي هريرة، وفيه يحيى بن السكن من الضعفاء، وأخرجه عبد الرزاق (١٩٥٠٤) في مصنفه عن إسماعيل بن أمية مرسلًا وأخرجه البغوي. (٣٥٣٦) في شرح السنة عن علقمة بن أبي علقمة مرسلًا، وله طريق أخرى عن أبي هريرة أخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم الحسد" كما في المعنى (٣/١٨٣) للعراقي، وغند ابن أبي الدنيا في الكتاب السابق، مرسل عبد الرحمن بن معاوية. وبمجموع تلك الطرق لا ينزل الحديث عن درجة الحسن ... والله أعلم. [الدار] .
1 / 44