============================================================
الطالع 79/1: وتفقه حنفيا على مذهب جده لأمه ثم تحول شافعيا. قال السخاوى ولكن كان مائلا إلى الظاهر. وكذا قال ابن حجر أنه أحب الحديث فواظب عليه حتى كان يتهم بمذهب ابن حزم انتهى ويقول كذلك: وصارت له فيه (أي التاريخ) جملة تصانيف كالخطط والآثار للقاهرة وهو من أحسن الكتب وآنفعها، وفيه عجاتب ومواعظ، وكان فيه ينشر محاسن العبيدية ويفخم شأنهم ويشيد بذكر مناقبهم، وكنت قبل آن أعرف انتسابه إليهم أعجب من ذلك كونه على غير مذهبهم فلما وقفت على نسبه علمت آنه استروح إلى ذكر مناقب سلفه.
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 74/7 في ترجمة أحمد بن محمد بن إسماعيل (الظاهري): وأطنب المقريزي في الثناء عليه وأمعن وزاد لكونه ظاهريا. ونجد آن المقريزي قال في ترجمة الشيخ آحمد المذكور ما يلي (رقم 214): وكان أبوه من آعيان العدول فصحب أحمد سعيد السحولي فأحاله إلى العمل بالحديث طريقة الفقيه أبي محمد ابن حزم في فروع الشريعة، وإلى آصول شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس ابن تيمية، فمال إلى ذلك وبرع فيه، وناظر من جادله على ما يعتقده فتبز بمذهب الظاهر، وصار يعرف بالظاهري. وتنظر الترجمة رقم (845).
ويقول ابن حجر في رفع الإصر (ج 2 ص 347): والعجب أن صاحبنا المقريزي كان يفرط في تعظيم ابن خلدون لكونه كان يجزم بصحة نسب بنيي عبيد الذين كانوا خلفاء بمصر وشهروا بالفاطميين إلى علي، ويخالف غيره في ذلك، ويدفع ما نقل عن الأئمة في الطعن في نسبهم ويقول: إثما كتبوا ذلك المحضر مراعاة للخليفة العباسي. وكان صاحبنا (يقصد المقريزي) ينتمي إلى الفاطميين، فأحب ابن خلدون لكونه أثبت نسبتهم..
والذي يبدو من سيرة تقي الدين أثه قرأ على الفقهاء الحنفية، وكذلك قرأ على الفقهاء الشافعية وكان آبوه وجده حنبليين، وكان يذكر ابن تيمية باعجاب ويسهب في تراجم الظاهرية أو آتباع ابن حزم، كما كان يتردد على آصحاب الطرق الصوفية. ويذكر في ترجمة عبدالله بن محمد الحضرمي (رقم 255): قرأ علي شيئا من كتب التصوف وكتبت له شيئا في كيفية السلوك . ويقول في ترجمة محمد بن ناصر الفوي (رقم 47 10): صحب جماعة من أهل طريق الله وي فانتفعت به.
Страница 30