فقال صوت غليظ: إنه ضرب حقيقي، لا كالليالي الماضية.
فانقبض قلب الإمام لدى سماعه الصوت. هذا الوحش الآدمي، أليس وجوده بنذير شر؟ وجاءت جماعة جديدة أكثف من الأولى، وندت عنها أصوات نسائية غير غريبة عن الشيخ. وهتف صوت قائلا: طارت الخمر من رأسي.
وأفلت من الإمام زمامه، فهب واقفا وهو يصيح بعصبية: اذهبوا إلى المخبأ، احترموا بيوت الله، اذهبوا جميعا.
فصاح به رجل: اسكت يا سيدنا.
وارتفعت ضحكة ساخرة، غير أن انفجارا شديدا دوى حتى صك الآذان، فضج الجامع بالصراخ، وامتلأ الإمام رعبا، فصاح بجنون كأنما يخاطب القنابل نفسها: اذهبوا .. لا تدنسوا بيوت الله!
فهتفت امرأة: يا عيب الشوم!
فصرخ الإمام: اذهبوا، عليكم لعنة الله!
فاحتدت المرأة قائلة: إنه بيت الله لا بيت أبيك!
وصاح الصوت الغليظ: اسكت يا سيدنا، وإلا كتمت أنفاسك!
وانتشرت التعليقات الحادة والسخريات اللاذعة، حتى همس المؤذن في أذن الإمام: أستحلفك بالله أن تسكت!
Неизвестная страница