Возражения, вызванные призывом шейха Мухаммада ибн Абдул Вахаба

Абд аль-Карим аль-Хатыб d. 1406 AH
9

Возражения, вызванные призывом шейха Мухаммада ибн Абдул Вахаба

الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)

Издатель

عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،الرياض

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤١١ هـ/١٩٩١م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

وقد أقام الله الحجة على عباده بهؤلاء الدعاة إلى الله مؤكدا بها الحجة بما بعث من رسول، وبما أنزل معه من كتاب: ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ ١.ونذكر هنا في هذا المقام -بعد عصر الصحابة والتابعين- الإمام أحمد بن حنبل ﵁، وموقفه الرائع المجيد، وجهاده الصادق المبرور، من فتنة القول بخلق القرآن. وقد ظهرت هذه الفتنة في خلافة المأمون، الخليفة العباسي في أوائل القرن الثالث الهجري، حيث دعا المأمون بتلك البدعة، بأن القرآن مخلوق، ودعا العلماء إلى القول بها وحمل المسلمين عليها.. فكانت فتنة عمياء، دخل فيها كثير من علماء الدولة، الذين ناصروا الخليفة في القول بها، على حين أنكرها وتصدى لدفعها كثير من العلماء أول الأمر، ثم رجعوا عن موقفهم هذا واحدا واحدا، تحت سطوة الخليفة.. وبقى أحمد بن حنبل ﵁ وحده في مواجهة الخليفة المأمون، ومن جاء بعده من الخلفاء حتى خلافة المتوكل سنة ٢٣٢ هـ حيث ماتت تلك الفتنة. ولقد لقي أحمد بن حنبل في سبيل موقفه هذا ألوانا من البلاء في السجن، والضرب بالسياط على الملأ، وهو صامد صمود الجبل، حتى مات متأثرا بلهيب السياط التي مزقت جسده، مضافا إلى سجل الشهداء المجاهدين في سبيل الله، فرضى الله تعالى عنه وأرضاه. وأنه لولا موقف هذا المجاهد العظيم وصبره على البلاء لظلت هذه الفتنة تدور في تلك الأمة الإسلامية إلى اليوم، وإلى ما بعد اليوم، وليعلم الله ما كان يتولد منها من فتن، وما يتهدد الأمة الإسلامية منها من بلاء! كما نذكر هنا أيضا الإمام الليث بن سعد، والعز بن عبد السلام، وابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وما كان لهم وللمجاهدين من مواقف رائعة في وجه الفتن المتدفقة على المسلمين من السلاطين والأمراء، ومن انضوى تحت لوائهم من علماء السوء الذين

١ سورة النساء آية: ١٦٥.

1 / 109