وعلى الكِبْرِ الزائفِ، والثقةُ بالنفس اعتمادُها على مقدرتِها على تحمُّلِ المسؤوليةِ، وعلى تقويةِ ملكاتِها وتحسينِ استعدادِها» .
يقول إيليا أبو ماضي:
قالَ: «السماءُ كئيبةٌ!» وتجهَّما ... قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهُّمُ في السما!
السما!
قالَ: الصِّبا ولَّى! فقلتُ لهُ: ابتسمْ ... لن يُرجعَ الأسفُ الصبِّا المتصرِّما!
قالً: التي كانتْ سمائي في الهوى ... صارتْ لنفسي في الغرامِ جهنَّما
خانتْ عهودي بعدما ملَّكتُها ... قلبي، فكيف أُطيقُ أن أتبسَّما!
قلتُ: ابتسمْ واطربْ فلوْ قارنْتَها ... قضَّيْتَ عمركَ كلَّه متألمَّا!
قالَ: التِّجارةُ في صراعٍ هائلٍ ... مثلُ المسافرِ كاد يقتلهُ الظَّما
أو غادةٍ مسْلولةٍ محتاجةٍ ... لدمٍ، وتنفُثُ كلمَّا لهثتْ دَمَا!
قلتُ: ابتسمْ، ما أنت جالبَ دائها ... وشِفائها، فإذا ابتسمت فربَّما..
أيكونُ غيرُك مجرمًا، وتبيتُ في ... وجلٍ كأنك أنت صرت المُجْرما؟
قال: العِدى حولي علتْ صيحاتُهُمْ ... أَأُسَرُّ والأعداءُ حولي في الحِمَى؟
قلتُ: ابتسمْ لم يطلبوك بذمِّهمْ ... لو لم تَكُنْ منهمْ أجلَّ وأعظما!
قال: المواسمُ قد بدتْ أعلامُها ... وتعرَّضتْ لي في الملابسِ والدُّمى
وعليَّ للأحبابِ فرضٌ لازمٌ ... لكنّ كفِّي ليسَ تملكُ درهما
قلتُ: ابتسمْ يكفيك أنَّك لم تزلْ ... حيًا، ولستَ من الأحبَّةِ مُعدما!
قال: الليالي جرَّعتني علقمًا ... قلتُ: ابتسمْ، ولئنْ جُرِّعتَ العلقما
فلعلِّ غيركَ إن رآك مرنِّمًا ... طَرَحَ الكآبة جانبًا وترنَّما
1 / 84