وقد ذُهِل كثيرٌ من العقلاءِ من جبلَّةِ الجحودِ عند الغوْغاءِ، وكأنهمْ ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوَّه وتمردهُ ﴿مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ لا تُفاجأ إذا أهديت بليدًا قلمًا فكتب به هجاءك، أو منحت جافيًا عصًا يتوكأ عليها ويهشُّ بها على غنمهِ، فشجَّ بها رأسك، هذا هو الأصلُ عند هذهِ البشريةِ المحنّطةِ في كفنِ الجحودِ مع باريها جلَّ في علاه، فكيف بها معي ومعك؟! .
الإحسانُ إلى الآخرين انشراحٌ للصدر
الجميلُ كاسمِهِ، والمعروفُ كرسمِهِ، والخيرُ كطعمِهِ. أولُ المستفيدين من إسعادِ النَّاسِ همُ المتفضِّلون بهذا الإسعادِ، يجنون ثمرتهُ عاجلًا في نفوسهِمْ، وأخلاقِهم، وضمائِرِهِم، فيجدون الانشراح والانبساط، والهدوء والسكينة.
فإذا طاف بك طائفٌ من همٍّ أو ألمِّ بك غمٌّ فامنحْ غيرك معروفًا وأسدِ لهُ جميلًا تجدِ الفرج والرَّاحة. أعطِ محرومًا، انصر مظلومًا، أنقِذْ مكروبًا، أطعمْ جائعًا، عِدْ مريضًا، أعنْ منكوبًا، تجدِ السعادة تغمرُك من بين يديْك ومنْ خلفِك.
إنَّ فعلَ الخيرِ كالطيب ينفعُ حاملهُ وبائعه ومشتريهُ، وعوائدُ الخيرِ النفسيَّة عقاقيرُ مباركةٌ تصرفُ في صيدليةِ الذي عُمِرتْ قلوبُهم بالبِّر والإحسان.
1 / 42