الرمل والجبل أي ركبت أعظمه، والأجسم الأضخم، قال عامر بن الطفيل:
لقد علم الحي من عامر ... بأن لنا الذروة والأجسما
فهذا الجسم في لغة العرب، وعلى هذا فلا يقال للهواء جسم، ولا للنفس الخارج من الإنسان جسم، ولا لروحه المنفوخة جسم، ومعلوم أن الله سبحانه لا يماثل شيئًا من ذلك لا بدن الإنسان ولا غيره، فلا يوصف الله بشيء من خصائص المخلوقين، ولا يطلق عليه من الأسماء ما يختص بصفات المخلوقين، فلا يجوز أن يقال: هو جسم ولا جسد، انتهى.
وإذا كان هذا الجسم في لغة العرب كان منتفيًا عن الله بهذا المعنى، لأن الله أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فلا يماثله شيء من مخلوقاته، ولا يطلق عليه من الأسماء ما يختص بصفات المخلوقين، فإن من شبه الله بخلقه فقد كفر، لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وأما قوله: (وأنت تعرف أن الجسم إن لم يكن مركبًا من المادة والصورة فلا محيص أن يكون مركبًا من الجواهر الفردة) .