ديوان الأفوه الأودي
ديوان الأفوه الأودي
Исследователь
الدكتور محمد ألتونجي
Издатель
دار صادر
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٩٩٨ م
Место издания
بيروت
Жанры
قافية الألف
[١]
وقال مفتخرا بنفسه وبقومه:
[من الكامل]
وَبِرَوضَةِ السُلّانِ مِنّا مَشهَدٌ ... وَالخَيلُ شاحِيَةٌ وَقد عَظُمَ الثُبى
تَحمي الجَماجِمَ وَالأَكُفَّ سُيوفُنا ... وَرِماحُنا بِالطَعنِ تَنتَظِمُ الكُلى
في مَوقِفٍ ذَرِبِ الشَبا وَكَأَنَّما ... فيهِ الرِجالُ عَلى الأَطائِمِ وَاللَظى
1 / 53
وَكَأَنَّما أَسَلاتُهُم مَهنوأَةٌ ... بِالمُهلِ مِن نَدَبِ الكَلومِ إِذا جَرى
عافوا الإِتاوَةَ وَاِستَقَت أَسلافُهُم ... حَتّى اِرتَوَوا عَلَلًا بِأَذنِبَةِ الرَدى
أَضحَت قَرينَةُ قَد تَغَيَّرَ بِشرُها ... وَتَجَهَّمَت بِتَحِيَّةِ القَومِ العِدى
أَلوَت بِإِصبَعِها وَقالَت إِنَّما ... يَكفيكَ مِمّا لا تَرى ما قَد تَرى
1 / 54
ما بالُ عِرسي لا تَبَشُّ كَعَهدِها ... لَمّا رَأَت سِرّي تَغَيَّرَ وَاِنثَنى
1 / 55
قافية الباء
[٢]
وقال يفتخر بنفسه:
[من الطويل]
وَإِنّي لَأُعطي الحَقَّ مَن لَو ظَلَمتُهُ ... أَقَرَّ وَأَعطاني الَّذي أَنا طالِبُ
وَآخُذُ حَقّي مِن رِجالٍ أَعِزَّةٍ ... وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُم وَالمَناسِبُ
1 / 56
[٣]
وقال في الحماسة:
[من الوافر]
وَنَحنُ المورِدونَ شَبا العَوالي ... حِياضَ المَوتِ بِالعَددِ المُثابِ
تَرَكنا الأَزدَ يَبرُقُ عارِضاها ... عَلى ثَجرٍ فَداراتِ النِصابِ
فَسائِل حاجِزًا عَنّا وَعَنهُم ... بِبُرقَةِ ضاحِكٍ يَومَ الجَنابِ
فَأَبلِغ بِالجَنابَةِ جَمعَ قَومي ... وَمَن حَلَّ الهِضابَ عَلى العِتابِ
1 / 57
ووَلَّوا هارِبينَ بِكُلِّ فَجٍّ ... كَأَنَّ خُصاهُم قِطَعُ الوِذابِ
[٤]
قال أبو عمرو: أغارت بنو أود، وقد جمعها الأفوه، على بني عامر. فمرض الأفوه مرضا شديدا، فخرج بدله زيد بن الحارث الأودي. وأقام الأفوه حتى أفاق من وجعه. ومضى زيد بن الحارث حتى لقي بني عامر يتصارعون، وعليهم عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب.
فلما التقوا عرف بعضهم بعضا. فقال لهم بنو عامر: ساندونا، فما أصبنا كان بيننا وبينكم. فقالت بنو أود، وقد أصابوا منهم رجلين: لا والله حتى نأخذ منهم بطائلتنا. فقام أخو المقتول، وهو رجل من بني كعب بن
1 / 58
أود، فقال لهم: يا بني أود، والله لتأخذن بطائلتي، أو لأنتحين على سيفي. فقتتلت وبنو عامر، فظفرت أود، وأصابت مغنما كثيرا. فقال الأفوه في ذلك:
[من الوافر]
أَلا يا لَهفِ لَو شَدَّت قَناتي ... قَبائِلُ عامِرٍ يَومَ الصَبيبِ
غَداةَ تَجَمَّعَت كَعبٌ عَلَينا ... جَلائِبَ بَينَ أَبناءِ الحَريبِ
فَلَمّا أَن رَأَونا في وَغاها ... كَآسادِ العَرينَةِ وَالحَجيبِ
1 / 59
تَداعَوا ثُمَّ مالوا في ذُراها ... كَفِعلِ مُعانِتٍ أَمِنَ الرَجيبِ
وَطاروا كالنَعامِ بِبَطنِ قَوِّ ... مُواءَلَةً عَلى حَذَرِ الرَقيبِ
مَنَعنا الغَيلَ مِمَّن حَلَّ فيهِ ... إِلى بَطنِ الجَريبِ إِلى الكَثيبِ
وَخَيلٍ عالِكاتِ اللُجمِ فينا ... كَأَنَّ كُماتَها أُسدُ الضَريبِ
1 / 60
وَجُردٌ جَمعُها بيضٌ خِفافٌ ... عَلى جَنبَي تُضارِعَ فَاللَهيبِ
هُمُ سَدّوا عَلَيكُم بَطنَ نَجدٍ ... وَضَرّاتِ الجُبابَةِ وَالهَضيبِ
قَتَلنا مِنهُمُ أَسلافَ صِدقٍ ... وَأُبنا بِالأُسارى وَالقَعيبِ
1 / 61
قافية الجيم
[٥]
وقال في نبح الكلاب السحاب من وصف الغنم:
[من الطويل]
لَهُ هَيدَبٌ دانٍ وَرَعدٌ وَلَجَّةٌ ... وَبَرقٌ تَراهُ ساطِعًا يَتَبَلَّجُ
فَباتَت كِلابُ الحَيِّ يَنبَحنَ مُزنَهُ ... وَأَضحَت بَناتُ الماءِ فيها تَمَعَّجُ
1 / 62
قافية الحاء
[٦]
وقال يفتخر:
[من الوافر]
لَنا بِالدُحرُضَينِ مَحَلُّ مَجدٍ ... وَأَحسابٌ مُؤَثَّلَةٌ طِماحُ
وَأَفراسٌ مُدَلَّلَةٌ وَبيضٌ ... كَأَنَّ مُتونَها فيها الوَجاحُ
1 / 63
قافية الدال
[٧]
قال معبرا عن ضيقه من تصرف قومه:
[من البسيط]
فينا مَعاشِرُ لَم يَبنوا لِقِومِهِمُ ... وَإِنَّ بَني قَومِهِم ما أَفسَدوا عادوا
لا يَرشُدون وَلَن يَرعوا لِمُرشِدِهم ... فَالغَيُّ مِنهُم مَعًا وَالجَهلُ ميعادُ
1 / 64
كَانوا كَمِثلِ لُقَيمٍ في عَشيرَتِهِ ... إذ أُهلِكَت بِالَّذي قَد قَدَّمَت عادُ
أَو بَعدَه كِقُدارٍ حينَ تابَعَهُ ... عَلى الغِوايَةِ أَقوامٌ فَقَد بادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ ... وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
1 / 65
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ ... وَساكِنٌ بَلَغوا الأَمرَ الَّذي كادوا
وَإِن تَجَمَّعَ أَقوامٌ ذَوو حَسَبٍ ... اِصطادَ أَمرَهُمُ بِالرُشدِ مُصطادُ
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم ... وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت ... فَإِن تَوَلَّوا فَبِالأَشرارِ تَنقادُ
إِذا تَوَلّى سَراةُ القَومِ أَمرَهُمُ ... نَما عَلى ذاك أَمرُ القَومِ فَاِزدادوا
1 / 66
أَمارَةُ الغَيِّ أَن تَلقى الجَميعَ لَدى ال ... إِبرامِ لِلأَمرِ وَالأَذنابُ أَكتادُ
كَيفَ الرَشادُ إِذا ما كُنتَ في نَفَرٍ ... لَهُم عَنِ الرُشدِ أَغلالٌ وَأَقيادُ
أَعطَوا غُواتَهَمُ جَهلًا مَقادَتَهُم ... فَكُلُّهُم في حِبالِ الغَيِّ مُنقادُ
حانَ الرَحيلُ إِلى قَومٍ وَإِن بَعُدوا ... فيهِم صَلاحٌ لِمُرتادٍ وَإِرشادُ
1 / 67
فَسَوفَ أَجعَلُ بُعدَ الأَرضِ دونَكُمُ ... وَإِن دَنَت رَحِمٌ مِنكُم وَميلادُ
إِنَّ النَجاةَ إِذا ما كُنتَ ذا بَصَرٍ ... مِن أَجَّةِ الغَيِّ إِبعادٌ فَإِبعادُ
وَالخَيرُ تَزدادُ مِنهُ ما لَقيتَ بِهِ ... وَالشَرُّ يَكفيكَ مِنهُ قَلَّ ما زادُ
[٨]
وقال في النجدة:
[من الوافر]
وَسَعدٌ لَو دَعَوتَهُمُ لَثابوا ... إِلَيَّ حَفيفَ غابِ نَوىً بِأُسدِ
1 / 68
قافية الذال
[٩]
وقال في الصداقة:
[من الكامل]
الخِلُّ راضٍ شاكِرٌ في عَهدِهِ ... وَعَدُوُّهُ المَقهورُ مِنهُ آذِ
إِن عابَهُ الحُسّادُ لا تَعبَأ بِهِم ... في هَذِهِ الدُنيا فَكَم مِن هاذِ
اللَهُ خَوَّلَهُ حَياةً ما لَها ... كَدَرٌ وَعَيشًا طابَ في الأَلواذِ
1 / 69
قافية الراء
[١٠]
وقال يرثي نفسه:
[من الطويل]
أَلا عَلِّلاني وَاِعلَما أَنَّني غَرَر ... وَما خِلتُ يُجديني الشَفاقُ وَلا الحَذَر
وَما خِلتُ يُجديني أَساتي وَقَد بَدَت ... مَفاصِلُ أَوصالي وَقَد شَخَصَ البَصَر
وَجاءَ نِساءُ الحَيِّ مِن غَيرِ أَمرَةٍ ... زَفيفًا كَما زَفَّت إِلى العَطَنِ البَقَر
وَجاؤوا بِماءٍ بارِدٍ وَبِغِسلَةٍ ... فَيا لَكَ مِن غُسلٍ سَيتبَعُهُ عِبَر
1 / 70
فَنائِحَةٌ تَبكي وَلِلنَوحِ دَرسَةٌ ... وَأَمرٌ لَها يَبدو وَأَمرٌ لَها يُسَر
وَمِنهُنَّ مَن قَد شَقَّقَ الخَمشُ وَجهَها ... مُسَلِّبَةً قَد مَسَّ أَحشاءَها العِبَر
فَرَمّوا لَهُ أَثوابَهُ وَتفَجَّعوا ... وَرَنَّ مُرِنّاتٌ وَثارَ بِه النَفَر
إِلى حُفرَةٍ يَأوي إِلَيها بِسَعيِهِ ... فَذَلِكَ بَيتُ الحَقِّ لا الصوفُ وَالشَعَر
وَهالوا عَلَيه التُربَ رَطبًا وَيابِسًا ... أَلا كُلُّ شَيءٍ ما سِوى تِلكَ يُجتَبَر
وَقالَ الَّذينَ قَد شَجَوتُ وَساءَهُم ... مَكاني وَما يُغني التَأَمُّلُ وَالنَظَر
1 / 71
قِفوا ساعَةً فَاِسَتمتِعوا مِن أَخيكُمُ ... بِقُربٍ وَذِكرٍ صالِحٍ حينَ يُدَّكَر
[١١]
وقال في انتصار قومه على عرب الشمال:
[من الرمل]
إِن تَرى رَأسِيَ فيهِ قَزَعٌ ... وَشَواتي خَلَّةً فيها دُوارُ
أَصبَحَت مِن بَعدِ لَونٍ واحدٍ ... وَهيَ لَونانِ وَفي ذاكَ اِعتِبارُ
1 / 72