وقال أيضا
لا ينسإ الله منا معشرا شهدوا ... يوم الأميلح لا غابوا ولا جرحوا (¬1)
لا ينسأ، قال أبو سعيد: يريد لا يؤخر الله آجالهم، عجل الله موتهم وفناءهم؛ ومثله قوله: "عرفتني نسأها (¬2) الله أي أخرها الله".
كانوا نعائم حفان منفرة ... معط الحلوق إذا ما أدركوا طفحوا
يقول: طاروا كما تطير التعائم. وطفحوا: علوا وذهبوا في الأرض، أي عدوا؛ ويقال: طفح يطفح طفحا إذا تباعد واتسع. ويقال: تركت النهر يطفح أي ممتلئا قد اتسع في الأرض. وقال ابن أحمد: طفاحة الرجلين، أي واسعة الخطو. وقوله: كانوا نعائم حفان، وحفانه: صغاره، أي صغار النعام.
لا غيبوا شلو حجاج وشهدوا ... جم القتال فلا تساءل بما افتضحوا
جم القتال وجم كل شيء: معظمه. وشلو كل شيء: بقيته.
عقوا بسهم فلم يشعر به أحد ... ثم استفاءوا وقالوا حبذا الوضح
عقوا بسهم أي رموا به في السماء (¬3). وقالوا حبذا الوضح؛ حبذا اللبن نرجع اليه. واستفاءوا: رجعوا.
Страница 31