Diwan al-Hudhaliyyin
ديوان الهذليين
Издатель
الدار القومية للطباعة والنشر
Место издания
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Жанры
"متفلِّقٌ أَنْساؤها"، والأنساء لا تتفلّق، ولكن لمّا سَمِنت انفرجت اللحمة فظهر النَّسا (١) فصار كأنه في جَدْوَل. "عن قانيء" أي ضَرْعٍ أحمرَ. كالقُرْط في صغره. "غُبْرُه لا يُرْضَع": والغُبْر: بقيّة اللبن، ولم يرِد أن ثَمَّ بقيّة، وذلك أنها لم تحمِل، فهو أصلبُ لها. "وصاوٍ": يابس، ومِثلُه: "فلان لا يُرجَى خيره"، أي ليس عنده خير فيُرجَى.
تَأبى بدرَّتِها إذا ما استُكْرِهَت (٢) ... إلاَّ الحَميمَ فإنّه يَتَبَضَّعُ
يقول: الفرس تأبَى بدِرَّة العَدْو، يقال للفرس الجواد إذا حرّكْتَه للعَدْو: "أعطاك ما عنده"؛ فإذا حملتَه على أكثر من ذلك فحرّكتَه بساقٍ أو سَوْط حملته عزّةُ نفسه علي ترك العَدْو وأخَذَ في المَرَح. قال (٣): وهذا مما لا توصف به الخيل وقد (٤) أساء. وقوله: "استُغْضِبَتْ": طُلِب ما عندها كرها. "ويَتَبضّع":
_________
(١) النسا بالقصر: عرق يخرج من الورك ويستبطن الفخذ، ثم يخرج في الساق فينحرف عن الكعب، ثم يجري في الوظيف حتى يبلغ الحافر. والأفصح أن يقال: "النسا" لا "عرق النسا".
(٢) في رواية واردة في الأصل أيضًا "استغضبت" وقد أشار إليها في الشرح. وفي رواية " استصعبت". والحميم: العرق. وقد اختلف المفسرون في معنى هذا البيت، فمن تفسيراتهم ما ذكر هنا في الشرح؛ ومنها ما ذكره أبو عبيدة من أنه يريد وصف الفرس بأنها لا درة بها من لبن وغيره إلا العرق فإنه يقطر؛ وينقض هذا التفسير قول الشاعر في البيت: "إذا ما استكرهت" فإنه يقتضى أن للفرس لبنا تجود به عفوا بلا استكراه، مع أنه يريد أنها لا لبن لها البتة، وهو من صفات الخيل الممدحة، كما قال أبو ذؤيب في بيت سابق "غبره لا يرضع"، أي لا غبر لها. وقال ابن الأعرابي: يريد أنها إذا حميت في الجري وحمى عليها لم تدرّ بعرق كثير، ولكنها تبتلّ، وهو أجود لها.
(٣) لم يذكر القائل فيما سبق؛ ويستفاد من كلام السكّريّ أنه الأصمعي.
(٤) وجه إساءته أنه وصف الفرس بما توصف به الناقة، فإن الذي يحمل على سرعة العدو بالسوط ونحوه إنما هي الناقة؛ ويدل على هذا قول الأصمعي بعد قوله: وقد أساء": "وإنما أراد بهذا (أي أبو ذؤيب) شدّة نفسها، إلا أنه كان لا يجيد في صفة الخيل وظن أن هذا مما توصف به". وقوله بعد: "إنهم كانوا أصحاب جمال، وكانوا يغيرون رجّالة لم تكن لهم خيل".
1 / 17