أهبت عليهم قاصفا من رياحها، # فطاروا كما ولى جفاء المذانب (1)
مسير مع الأقدار ما فيه ونية، # ولا وقعة بعد اللغوب لراكب
ومن كانت الأيام ظهرا لرحله # فيا قرب ما بين المدى والركائب
ومن أصبح المقدار حادي مطيه، # أجد بلا رزء، ولا سوط ضارب (2)
على مثلها يدمي الحليم بنانه، # عضاضا على أيدي المنايا السوالب
على أي خلق آمن الدهر بعد ما # تباعد ما بيني وبين الأقارب
سنان على، عزي، قناتي، ومضرب # من المجد مستثنى به من مضاربي
ولما طوي طي البرود، وأقبلوا # يهادونه بين الطلى والمناكب (3)
صبرت عليه أطلب النصر برهة # من الدهر ثم انقدت طوع الجواذب
تقطعت الأسباب بيني وبينه، # فلم تبق إلا علقة للمناسب (4)
لئن لم نطل لدم الترائب لوعة، # فإن لنا لدما وراء الترائب (5)
يتم تمام الرمح زادت كعوبه، # ويهتز للحمد اهتزاز القواضب
فلا الحلم في عرك الخطوب بعازب، # ولا الريق في كر الرزايا بناضب (6)
يداهي ضباب القاع، وهو كأنه # من اللين غمر غير جم المذاهب (7)
إذا طبع الآراء ماطل غربها، # فلم يمضها إلا بإذن العواقب (8)
الذي لم يجرب الأمور-الجم: الكثير.
Страница 145