وزالت له الأقدام عن مستقرها، # كما مال للبرك المطي اللواغب (1)
أطال به الشبان لطم خدودهم؛ # وصك له غر الوجوه الأشايب
يعضون منه بالأكف، وإنما # تعض بأطراف البنان العجائب
مضى أملس الأثواب لم يخز مادح # بإطنابه فيه، ولم يزر عائب (2)
وخلى فجاجا لا تسد بمثله # وتلك صدوع أعوزتها الشواعب (3)
لقد هز أحشاء البعيد مصابه، # فكيف المداني والقريب المصاقب (4)
ولم أنسه غاد، وقد أحدقت به # أدان تروي نعشه وأقارب
يحسون من أعواده ثقل وطئه، # وما أثقل الأعناق إلا المناقب
كأنا عرضنا زاعبيا مثقفا # على نعشه قد جربته المقانب (5)
تعلقت من وجدي بفضل ردائه، # وهل ذاك مغن، والمنايا الجواذب
وقارعني دهري عليه، فحازه، # ألا إن أقران الليالي غوالب
وكنت به ألقى الحروب، وأتقي، # فجاء من الأقدار ما لا أحارب
تعاقد حاثوا تربه أي نجدة # تلاقت عليها بالتراب الرواجب (6)
كأنهم أدلوا إلى القبر ضيغما، # ينوء، وتثنيه الأكف الحواصب (7)
وأي حسام أغمدوا في ضريحه، # كهمك، لا يعصى به اليوم ضارب (8)
Страница 141