أتخفين عني وحولي شذاك ... يوشي الدروب ويغشى الأثير
فأقبلت في الطيب أمشي إليك ... على ألف أغنية من عبير
ولما التقينا احتضنا الهوى ... كما يحضن الفجر صدر الغدير
وغناك حبي فلاقى لديك ... صدى ناعما مترفا كالحرير
وناديت فيك هوى أولا ... وناديت في الحبيب الأخير
***
وسرنا جميعا يدا في يد ... نغني كثيرا ونبكي كثير
وطاب لنا منزل واحد ... صغير كعش الهزار الصغير
ولم تسأليني : أعندي سرير ؟ ... لأن المحبة أحنى سرير
وهل لي سرير أنا شاعر ... شعوري غني وجيبي فقير ؟
وحسبي أنا من عطايا الوجود ... شعور غني وفكر منير
إذا كان همي شراب وقوت ... فما الفرق بيني وبين الحمير
خلقت حنونا لكل الأنام ... بأرجاء قلبي قرار قرير
أعزي الفقير وأرثي الغني ... على عجزه وأهني القدير
أعزي الجميع وأهوى الجميع ... ومحتقر الناس أدنى حقير
وأستلهم الدمع والأغنيات ... ونوح النعي وصوت البشير
***
أنا شاعر يا " ابن العم " لي ... من الحب نبع شهي غزير
وشعر رقيق كحلم الصباح ... على مقل الياسمين المطير
فحسبي وحسبك ديوان شعر ... وبيت صغير وحب كبير
وكأس من الشوق والذكريات ... وأغنية من شذاك المثير
إذا قرت النفس لذ المقام ... وساوى التراب الفراش الوثير
فقد يتعس الجدب كوخ المقل ... وتشقي الرفاهة قصر الأمير
يضيق الفقير ويشقى الغني ... فلا ذاك بدع ولا ذا نكير
فذا يشتهي لم يجد بلغة ... وهذا يعاف الغذاء الوفير
ويخفي وراء الطلاء الأنيق ... صدوع الحنايا وخزي الضمير
فومض السعادة من حوله ... كومض الأشعة حول الضرير
فكم مترف مبتلى بالألوف ... وكم كادح هانيء باليسير
***
لنا يا " ابنه العم " من حبنا ... حنان يغني وعيش غضير
وفن يضم هوانا ... كما ... يضم السميرة أشهى سمير ويحتضن الحب والأمنيات ... كما تحضن الكأس كف المدير
Страница 81