كيف أنساك وذكراك على ... سفر أيامي كتاب في كتاب
إن ذكراك ورائي وعلى ... وجهتي حيث مجيئي وذهابي
كم تذكرت يديك وهما ... في يدي أو في طعامي وشرابي
كان يضنيك نحولي وإذا ... مسني البرد فزنداك ثيابي
وإذا أبكاني الجوع ولم ... تملكي شيئا سوى الوعد الكذاب
هدهدت كفاك رأسي مثلما ... هدهد الفجر رياحين الروابي
***
كم هدتني يدم السمرا إلى ... حقلنا في ( الغول ) في ( قاع الرحاب )
وإلى الوادي إلى الظل إلى ... حيث يلقي الروض أنفاس الملاب
وسواقي النهر تلقي لحنها ... ذائبا كاللطف في حلو العتاب
كم تمنينا وكم دللتني ... تحت صمت الليل والشهب الخوابي
***
كم بكت عيناك لما رأتا ... بصري يطفا ويطوي في الحجاب
وتذكرت مصيري والجوى ... بين جنبيك جراح في التهاب
***
ها أنا يا أمي اليوم فتى ... طائر الصيت بعيد الشهاب
أملأ التاريخ لحنا وصدى ... وتغني في ربا الخلد ربابي
فاسمعي يا أم صوتي وارقصي ... من وراء القبر كالحورا الكعاب
ها أنا يا أم أرثيك وفي ... شجو هذا الشعر شجوي وانتحابي
فلسفة الجراح
متألم . مما أنا متألم ؟ ... حار السؤال . وأطرق المستفهم
ماذا أحس . وآه حزني بعضة ... يشكو فأعرفه وبعض مبهم
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي ... من حرقة الأعماق ما لا أعلم
بي من جراح الروح ما أدري وبي ... أضعاف ما أدري وما أتوهم
وكأن روحي شعلة مجنونة ... تطغى فتضرمني بما تتضرم
وكأن قلبي في الضلوع جنازة ... أمشي بها وحدي وكلي مأتم
أبكي فتبتسم الجراح من البكا ... فكأنها في كل جارحة فم
***
يا لابتسام الجرح كم أبكي وكم ... ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
أبدا أسير على الجراح وأنتهي ... حيث ابتدأت فأين مني المختم
وأعارك الدنيا وأهوى صفوها ... لكن كما يهوى الكلام الأبكم وأبارك الأم الحياة لأنها ... أمي وكظي من جناها العلقم
Страница 17