261

Диван

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Жанры

بادر لأوبة نفس كلما أدكرت ... ... ... قبح الخطيئة نار الخوف تشويها

وحقق الصبر واعزم عزم مصطبر ... ... في حربك النفس تغنيها وتطويها

واركب مطايا الليالي في العبادة لا ... ... تنم على غفلة المغرور تقضيها

لطالما شحنتها منك منقصة ... ... ... شغلا بدنياك عن عقبى ستنهيها

يمر عمرك لا حسنى بها رمق ... ... تجديك نفعا ولا شنعاء تنفيها

ولا هوى يعقب الاهوال تدفعه ... ... ... ولا مرشد تأتيها وتحويها

تمضي لياليك صفرا منك من حسن ... ... وبالفظائع والحوبان تزجيها

جلال ربك لا تخشى وسطوته ... ... ... واخذة العدل حتما أنت لاقيها

لزمت فعل معاصيه برحمته ... ... ... أنعمة الله بالكفر تجزيها

تغذوك نعماه يا بطال نامية ... ... ... بغير حولك فضلا منه يوليها

وأنت تقوى مليا في مساخطه ... ... ... بنعمة منه لا مخلوق يحصيها

فافرغ الدمع ان الذنب منطبق ... ... ... يا غمة ليس التوب يجليها

من مقلة ملأ العصيان ساحتها ... ... ... دعها من الخوف منصبا عزاليها

عساك تغسل أدرانا بها اتسخت ... ... صحيفة طالما اسودت نواحيها

واندب حياتك فالحدباء باركة ... ... ... بعتبة الباب لا تردى براقيها

حامت عليك المنايا وهي واقعة ... ... كيف الأمان ورأس الروح في فيها

لا تبعد الموت وارقبه باهبته ... ... ... واهبة الموت بالتقوى توفيها

خذ فسحة العمر من أيدي بطالته ... ... ان الأماني والتسويف يرديها

ان المنية لا تقدير يمنعها ... ... ... لها جياد الى الغايات تجريها

الوالدين ونسل الظهر قد أخذت ... ... وأنت من فعلها فيهم تفاديها

كم قد دفنت وكم ترجو لتدفنه ... ... ... وأنت نفسك بالآمال تغريها

كلا ستهجم عند الحد غايتها ... ... ... فليس يفديك شاكيها وباكيها

فكر اذا قعقعت في الصدر حشرجة ... ... هل انت بالمال تلك الحال تكفيها

والروح تنساب من أقصى اكنتها ... ... والعين شاخصة والكرب يعميها

ملقى صريعا وعزرائيل ينزعها ... ... وغصة النزع والحلقوم تلويها

تلك المصارع لا توقى بمقدرة ... ... ... ولا يحاول ان يوقى ملاقيها

Страница 262