145

البحر : طويل

منحتك ألقاب العلا ، فادعني باسمي

فما تخفض الألقاب حرا ، ولا تسمى

إذا كان عقبان الجديد إلى بلى

فلا فرق ما بين الحديث ولا الرسم

تأمل إلى الدنيا بعين بصيرة

لعلك ترضى بالقليل من القسم

فما العيش إلا خطرة عرضية

تزول كما زال الحثيث من النسم

وهل نحن إلا مثل من كان قبلنا ؟

فسوف تعاني الجدب يا راعي الوسمي

لعمري لنعم المرء من بات راضيا

بما خصه من فيضه سابق الرسم

تفلسف قوم في المقال ، وما دروا

جريرة ما أبقوا على الدهر من وسم

ولو راجعوا هذي النفوس لعالجوا

بترك الخطايا معضل الداء بالحسم

فدع هذه الدنيا وإن هي أقبلت

عليك بإيماض البشاشة والبسم

فلو جرب الإنسان أخلاق دهره

لأمسك باليأس المريح عن العسم

Страница 145