البحر : وافر تام 1
عتادك أن تشن بها مغارا
فقدها شزبا قبا تبارى
2
كأن أهلة قذفت نجوما
إذا قدحت سنابكها شرارا
3
وهل من ضمر الجرد المذاكي
كمن جعل الطراد لها ضمارا
4
كأن الليل موتور حريب
يحاول عند ضوء الصبح ثارا
5
فليس يحيد عنها مستجيشا
على الإصباح عثيرها المثارا
6
أخذن بثأره عنقا وركضا
مددن على الصباح به إزارا
7
وقد هبت سيوفك لامعات
تفرق في دجنته نهارا
8
أما والسابقات لقد أباحت
لك الشرف الممنع والفخارا
9
فزر حلبا بكل أقب نهد
فقد تدني لك الخيل المزارا
10
وكلف ردها إن شئت قسرا
عزائم تسترد المستعارا
11
Страница 1
فأجدر بالممالك أن تراها
لمن كانت ممالكه مرارا
12
وإن ولدت لك الآمال حظا
فما زالت مواعدها عشارا
13
إذا عاينت من عود دخانا
فأوشك أن تعاين منه نارا
14
ويأبى الله إن أبت الأعادي
لناصر دينه إلا انتصارا
15
وما كبرت عليك امور مجد
إذا أصدقتها الهمم الكبارا
16
وما همم الفتى إلا غصون
تكون لها مطالبه ثمارا
17
ألست ابن الذي هطلت يداه
ندى سرفا لمن نطق اختصارا
18
وأعطى الأف لم تعقر بنقص
وما غني ولا شرب العقارا
19
وأشبع جوده غرثى الأماني
وروى بأسه الأسل الحرارا
20
وقاد إلى الأعادي كل جيش
تقود إليه رهبته الديارا
21
Страница 2
ولو قلت ابن محمود كفتني
صفات علاك فضلا واشتهارا
22
وهل يخفى على السارين نهج
إذا ما البدر في الأفق استنارا
23
من القوم الأولى جادوا سرارا
وعادوا كل من عادوا جهارا
24
وما كتموا الندى إلا ليخفى
ويأبى الغيث أن يخفى انهمارا
25
بدور الأرض ضاحية عليها
وأطيب من ثوى فيها نجارا
26
إذا ما زلزلت كانوا جبالا
وإن هي أمحلت كانوا بحارا
27
وأنت أشدهم بأسا وأندا
هم كفا وأكثرهم فخارا
28
وأوفاهم إذا عقدوا ذماما
وأحماهم إذا حاموا ذمارا
29
وأمرعهم لمرتاد جنابا
وأمنعهم لمطلوب جوارا
30
Страница 3
لقد لبست بك الدنيا جمالا
فلو كانت يدا كنت السوارا
31
يضيء جبينك الوضاح فيها
إذا ما الركب في الظلماء حارا
32
فما يدري أنار قراك لاحت
له أم برق غيثك قد أنارا
33
تمل أبا القوام شريف حمد
رفعت به على الدنيا منارا
34
ثناء ما حداه الفكر إلا
أقام بكل منزلة وسارا
35
إذا أثني بحمد قال قوم
بحق الروض أن حمد القطارا
36
غفرت ذنوب هذا الدهر لما
أصار إلي رؤيتك اعتذارا
37
ورد لي الصبا بنداك حتى
خلعت لديه في اللهو العذارا
البحر : وافر تام 1
Страница 4
سقوه كأس فرقتهم دهاقا
وأسكره الوداع فما أفاقا
2
إذا ما الكأس لم تك كأس بين
فليست بالحميم ولا الغساقا
3
أبى إلا افتراقا شمل صبري
ودمعي إذ نأوا إلا افتراقا
4
رفاق ما ارتضوا في السير إلا
قلوب العاشقين لهم رفاقا
5
أرائقة الجمال ولا جميل
أراقك أن جعلت دمي مراقا
6
وسرت فلم أسرت فؤاد حر
حللت وما حللت له وثاقا
7
تعيرني بأحداث الليالي
وكيف يدافع البدر المحاقا
8
شباب كان معتلا فولى
وصدر كان متسعا فضاقا
9
يكلفني الزمان مديح قوم
يرون كساد ذكرهم نفاقا
10
Страница 5
ومن يرجو من النار ارتواء
كمن يخشى من الماء احتراقا
11
ولو أن الزمان أراد حمل ال
ذي حملت منه ما أطاقا
12
ولي عزم أنال به انفتاحا
لباب المجد إن خفت انغلاقا
13
بعثت به النياق وقد يرجي
أنيق العيش من بعث النياقا
14
سريت بها وحظي ذو سبات
وجئت أبا الفوارس فاستفاقا
15
سعى وسعى الملوك فكان أقصى
مدى وأشد في السعي انطلاقا
16
وأطولهم لدى العلياء باعا
وأثبتهم لدى الهيجاء ساقا
17
يطبق غيثه أرض الأماني
ويسمو سعده السبع الطباقا
18
ويسبق عزمه كلم الليالي
فكيف يحاولون له سباقا
19
ومن يطلب للمع البرق شأوا
يجده أعز مطلوب لحاقا
20
Страница 6
وما بالجد فاق الناس صيتا
ولكن بالندى والبأس فاقا
21
ومن خطب المعالي بالعوالي
وبالجدوى فقد أربى الصداقا
22
وإن طرق العدى لم يرض منهم
سوى هام الملوك له طراقا
23
وقد كره التلاقي كل صب
كأن إلى الفراق به اشتياقا
24
وشدد بالخناق على الأعادي
فتى راخى بنائله الخناقا
25
تلاقت عندك الآمال حتى
أبى إسراف جودك أن يلاقا
26
وأقبل بالهناء عليك عيد
حداه إليك إقبال وساقا
27
فسرك وهو منك أسر قلبا
ولا عجب إن المشتاق شاقا
28
ومثلك يا محمد ساق جيشا
يكلف نفس رائيه السياقا
29
إذا الخيل العتاق حملن هما
فهمك يحمل الخيل العتاقا
30
Страница 7
ومن عشق الدقاق السمر يوما
فإنك تعشق السمر الدقاقا
31
وتخترم الملوك بها اختراما
وتخترق العجاج بها اختراقا
32
يسرك أن تساقي الجيش كأسا
من الحرب اصطباحا واغتباقا
33
وأشجع من رأيناه شجاع
يلاقيه السرور بأن يلاقى
34
وما ماء لذي ظمإ زلال
بأعذب من خلائقه مذاقا
35
حباني جوده عيشا كأني
ظفرت به من الدهر استراقا
36
فأيامي به بيض يقاق
وكانت قبله سودا صفاقا
37
وطوقني ابن مالك طوق من
فصغت من الثناء له نطاقا
38
أرى الأيام لا تعطي كريما
بلوغ مراده إلا فواقا
39
فلا عاقتك عن طلب المعالي
إذا الأيام كادت أن تعاقا
البحر : طويل 1
Страница 8
يقيني يقيني حادثات النوائب
وحزمي حزمي في ظهور النجائب
2
سينجدني جيش من العزم طالما
غلبت به الخطب الذي هو غالبي
3
ومن كان حرب الدهر عود نفسه
قراع الليالي لا قراع الكتائب
4
على أن لي في مذهب الصبر مذهبا
يزيد اتساعا عند ضيق المذاهب
5
وما وضعت مني الخطوب بقدر ما
رفعن وقد هذبنني بالتجارب
6
أخذن ثر ء غير باق على الندى
وأعطين فضلا في النهى غير ذاهب
7
فمالي لا روض المساعي بممرع
لدي ولا ماء الأماني بساكب
8
كأن لم يكن وعدي لديها بحائن
زمانا ولا ديني عليها بواجب
9
وحاجة نفس تقتضيها مخايلي
وتقضي بها لي عادلات مناصبي
10
عددت لها برق الغمام هنيدة
وأخرى وما من قطرة في المذانب
11
Страница 9
وهل نافعي شيم من العزم صادق
إذا كنت ذا برق من الحظ كاذب
12
وإني لأغنى بالحديث عن القرى
وبالبرق عن صوب الغيوث السواكب
13
قناعة عز لا طماعة ذلة
تزهد في نيل الغنى كل راغب
14
إذا ما امتطى الأقوام مركب ثروة
خضوعا رأيت العدم خير مراكبي
15
ولو ركب الناس الغنى ببراعة
وفضل مبين كنت أول راكب
16
وقد أبلغ الغايات لست بسائر
وأظفر بالحاجات لست بطالب
17
وما كل دان من مرام بظافر
ولا كل ناء عن رجاء بخائب
18
وإن الغنى مني لأدنى مسافة
وأقرب مما بين عيني وحاجبي
19
سأصحب آمالي إلى ابن مقلد
فتنجح ما ألوى الزمان بصاحب
20
فما اشتطت الآمال إلا أباحها
سماح علي حكمها في المواهب
21
Страница 10
إذا كنت يوما آملا آملا له
فكن واهبا كل المنى كل واهب
22
وإن امرأ أفضى إليه رجاؤه
فلم ترجه الأملاك إحدى العجائب
23
من القوم لو أن الليالي تقلدت
بأحسابهم لم تحتفل بالكواكب
24
إذا أظلمت سبل السراة إلى العلى
سروا فاستضاءوا بينها بالمناسب
25
هم غادروا بالعز حصباء أرضهم
أعز منالا من نجوم الغياهب
26
ترى الدهر ما أفضى إلى منتواهم
ينكب عنهم بالخطوب النواكب
27
إذا المنقذيون اعتصمت بحبلهم
خضبت الحسام العضب من كل خاضب
28
أولئك لم يرضوا من العز والغنى
سوى ما استباحوا بالقنا والقواضب
29
كأن لم يحلل رزقهم دين مجدهم
بغير العوالي والعتاق الشوازب
30
Страница 11
إذا قربوها للقاء تباعدت
مسافة ما بين الطلى والذوائب
31
إذا نزلوا أرضا بها المحل روضت
وما سحبت فيها ذيول السحائب
32
بأندية خضر فساح رباعها
وأودية غزر عذاب المشارب
33
أرى الدهر حربا للمسالم بعدما
صحبناه دهرا وهو سلم المحارب
34
فعذ بنهاري العداوة أوحد
من القوم ليلي الندى والرغائب
35
تنل بسديد الملك ثروة معدم
وفرجة ملهوف وعصمة هارب
36
سعى وارث المجد التليد فلم يدع
بأفعاله مجدا طريفا لكاسب
37
يغطي عليهالحزم بالفكر التي
كشفن له عما وراء العواقب
38
ورأي يري خلف الردى من أمامه
فما غيبه المكنون عنه بغائب
39
بقيت بقاء النيرات ومثلها
علوا وصونا عن صروف النوائب
40
ودام بنوك الستة الزهر إنهم
نجوم المعالي في سماء المناقب
41
Страница 12
سللت سهاما من كنانة لم تزل
يقرطس منها في المنى كل صائب
42
فأدركت ما فات الملوك بعزمة
تقوم مقام الحظ عند المطالب
43
وما فقتهم حتى تفردت دونهم
برأيك في صرف الخطوب اللوازب
44
وما شرفت عن قيمة الزبر الظبى
إذا لم يشرفها مضاء المضارب
45
تجانفت عن قصد الملوك وعندهم
رغائب لم تجنح إليها غرائبي
46
تناقل بي أيدي المهارى حثيثة
كما اختلفت في العقد أنمل حاسب
47
إذا الشوق أغراني بذكرك مادحا
ترنمت مرتاحا فحنت ركائبي
48
بمنظومة من خالص الدر ، سلكها
عروض ، ولكن درها من مناقب
49
تعمر عمر الدهر حتى إذا مضى
أقامت وما أرمت على سن كاعب
50
شعرت وحظ الشعر عند ذوي الغنى
شبيه بحظ الشيب عند الكواعب
51
Страница 13
وما بي تقصير عن المجد والعلى
سوى أنني صيرته من مكاسبي
52
يعد من الأكفاء من كان عنهم
غنيا وإن لم يشأهم في المراتب
53
ولو خطرت بي في ضميرك خطرة
لعادت بتصديق الظنون الكواذب
54
Страница 14
وأصبح مخضرا بسيبك ممرعا
جنابي وممنوعا بسيفك جانبي
البحر : طويل 1
لك الخير قد أنحى علي زماني
ومالي بما يأتي الزمان يدان
2
كأن صروف الدهر ليس يعدها
صروفا إذا مكروهن عداني
3
ولو أن غير الدهر بالجور قادني
جمحت ولكن في يديه عناني
4
منيت ببيع الشعر من كل باخل
بخلف مواعيد وزور أماني
5
ومن لي بأن يبتاع مني وإنما
أقيم لماء الوجه سوق هوان
6
إذا رمت أن ألقى به القوم لم يزل
حيائي ومس العدم يقتتلان
7
أخاف سؤال الباخلين كأنني
ملاقي الوغى كرها بقلب جبان
8
قعدت بمجرى الحادثات معرضا
لأسبابها ما شئن في أتاني
9
مصاحب أيام تجر ذيولها
علي بأنواع من الحدثان
10
أرى الرزق أما العزم مني فموشك
إليه وأما الحظ عنه فوان
11
Страница 15
وهل ينفعني أن عزمي مطلق
وحظي متى رمت المطالب عان
12
وما زال شؤم الجد من كل طالب
كفيلا ببعد المطلب المتداني
13
وقد يحرم الجلد الحريص مرامه
ويعطى مناه العاجز المتواني
14
ومن أنكد الأحداث عندي أنني
على نكد الأحداث غير معان
15
فها أنا متروك وكل عظيمة
أقارعها شأن الخطوب وشاني
16
فعثرا لدهر لا ترى فيه قائلا
لعا ، لفتى زلت به القدمان
17
فهل أنت مول نعمة فمبادر
إلي وقد ألقى الردى بجران
18
وحط علي الدهر أثقال لؤمه
وتلك التي يعيا بها الثقلان
19
ومستخلصي من قبضة الفقر بعدما
تملك رقي ذله وحواني
20
وجاعل حمدي ما بقيت مخلدا
عليك وما أرست هضاب أبان
21
Страница 16
إذا تقتني شكر مرىء غير هادم
بكفر الأيادي ما ارتياحك بان
22
فمثلك أنس الدولة آنتاش هالكا
أخيذ ملمات أسير زمان
23
Страница 17
وغادر من يخشى الزمان كأنما
يلاقيه من معروفه بأمان
البحر : - 1
يا سيد الحكام هل من وقفة
يهمي علي بها سحاب نداكا
2
أم هل يعود لي الزمان بعطفة
يثني إلي بها عنان رضاكا
3
هب ذا الرمي من الحوادث جنة
ولذا الأسير من الخطوب فكاكا
4
قد نال مني صرفها ما لم تنل
يوم التليل من العداة ظباكا
5
آليت لا أبغي نداك بشافع
ما لي إليك وسيلة إلاكا
6
Страница 18
غضبا لمجدك أن تخول نعمة
فتكون فيها منة لسواكا
البحر : وافر تام 1
أمني النفس وصلا من سعاد
وأين من المنى درك المراد
2
وكيف يصح وصل من خليل
إذا ما كان معتل الوداد
3
تمادى في القطيعة لا لجرم
وأجفى الهاجرين ذوو التمادي
4
يفرق بين قلبي والتأسي
ويجمع بين طرفي والسهاد
5
ولو بذل اليسير لبل شوقي
وقد يروى الظماء من الثماد
6
أمل مخافة الإملال قربي
وبعض القرب أجلب للبعاد
7
وعندي للأحبة كل جفن
طليق الدمع مأسور الرقاد
8
فلا تغر الحوادث بي فحسبي
جفاؤكم من النوب الشداد
9
إذا ما النار كان لها اضطرام
فما الداعي إلى قدح الزناد
10
أرى البيض الحداد ستقتضيني
نزوعا عن هوى البيض الخراد
11
Страница 19
فما دمعي على الأطلال وقف
ولا قلبي مع الظعن الغوادي
12
ولا أبقى جلال الملك يوما
لغير هواه حكما في فؤادي
13
أحب مكارم الأخلاق منه
وأعشق دولة الملك الجواد
14
رجوت فما تجاوزه رجائي
وكان الماء غاية كل صاد
15
إذا ما روضت أرضي وساحت
فما معنى انتجاعي وارتيادي
16
كفى بندى جلال الملك غيثا
إذا نزحت قرارة كل واد
17
أملنا أينق الآمال منه
إلى كنف خصيب المستراد
18
وأغنانا نداه على افتقار
غناء الغيث في السنة الجماد
19
فمن ذا مبلغ الأملاك عنا
وسواس الحواضر والبوادي
20
بأنا قد سكنا ظل ملك
مخوف البأس مرجو الأيادي
21
Страница 20