============================================================
ظم المؤيد المعانى أو اللفظ الما ينطلق لسانه بما تجيش به نفسه من غير تصنع أو تعمد كالذى يضطر اليهما الناظم اجاء فى الصناعتين "شعر الرجل قطعة من علمه " (1) وقد صدق أبو هلال فى قول فالشاعر الذى يلم يعلم غزير يظهر اثر علمه فى شعره ، فإذا اتخذ الشعر وسيلة لاظهار علمه فسد شعره وإدا ترك نقسه على طبيعتها وأخضع علمه لقيه فهو يخرج لنا شعرا قويا جميلا، فعقلية العالم تختلف تمام الاختلاف عن عقلية الشاعر، وفى تاريخ الشعر العربى ما يمثل ذلك كله لاشك أن تقدم الثقاقة الايسلامية وانتشارها بين الناس ورقى العلوم نفسها كان لها شان كبير فى تكييف طبيعة الشعراء وصبغهم بصورة العصر ونقافته ، فشعراء القرن الثانى الهجرة مثلا كانوا على حظ من الثقافة لم يبلغه الشعراء الدين سيقوهم وتغير شعر القرن الثانى يبعا لثقافة الشعراء فيشار بن برد والحسن بن هانئ كانا يجادلان فى الفلسفة والكلام ال ولكن هذين الشاعرين مع أنهما تحدثا عن بعض الآراء الفلسفيه والعلمية استطاطا أن يخضعا علوم الفلسفة لفنهما الشعرى ، ونحن نقرأ شعرهما فلا تكاد نشعر آننا نقرأ رأيا ال ف الكلام أو مذهيا فى الفلسقة لان مقدرة الشاعربن وفنهما استطاعا أن يخضعا العلم للقن و طبيعة الشاعرين صرفتهما عن العلم إلى الشعر ولكنهما استفادا مما أخذاه من ثقافة فاذا ف شعرهما جمال لا تجده عند عالم متشاعر كبشربن المعتمر المعتزنى المتوفى سنة 210ه.
ذلك أن بشارا وأبا نواس لم يتحذا العلم غرضا من أغراض الشعر ولم يقصدا إلى أن ينشدا اشعارهما فى لون من ألوان الثقافة لعرضه وتوضيحه بل كانا يتندران ببعض الاراء ويهاجمان يعض المتكلمين و فى القرنين الثالث والرابع نجد الشمر العربى قد تطور تطورا آخر برقى الثقافة واتساع مداها ومساهمة الشعراء فيها مع العلماء وأصحاب الفلسفة فلا نكادنجد شاعرأ من خول شعراء ال هذين القرتين لم يشترك فى الحركة العلبية واصبح الشعراء يزينون شعرهم بألوان الثقاقة ال المختلفة ويمزجون عليهم بفنهم الشعرى ، وألف الباس هذا المزاج واعجبوا بهذا الشعر الذى يفذى العقل كما يغذى العاطقه فلم يصيح الشعر شعرا فنيأ فحسب كما كان من قبل ل ا صبح الشعر أداة كالنثر يعبر به عن القلسفة والمذاهب العلمية المختلفة، وتبع العلماء طريقة الشعر التعليمى الذى بدأه أبان بن عبد الحميد اللاحقى وأكثروا من نظم علومهم وقوى هذا كله فى القرن الخامس الذى كادت تستقرفيه العلوم الاسلامية ووضعت الكتب (1) ص4.
Страница 171