Западные философские исследования
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Жанры
وقد اعتمدت علوم التفسير على الرواية عن السابقين، وتناولت أخبار الأمم السابقة وانتشار الدعوة في الزمان وبدايات التاريخ حتى الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فكان التفسير بالمأثور اتجاها نحو الماضي. ولم ينشأ تفسير لحاضر الأمة أو لمستقبلها ينفعها وهي في الزمان وفي التاريخ. ودخلت الإسرائيليات التي تروي أخبار الأمم الغابرة دون ما سند من رواية أو منطق أو حس. في حين هاجم القرآن التقليديين والمقلدين واقتفاء آثار الأمم السالفة حتى يجعل كل أمة متجهة نحو مستقبلها لا نحو ماضيها.
9
وتناولت علوم السيرة علامات النبوة وظهورها قبل ميلاد النبي وقبل البعثة وما أوتي النبي من قدرات خاصة لقراءة الماضي والمستقبل، مثل الإسراء والمعراج وتبشير أهل الجنة والحكم على أهل النار والكرامات. وقد ارتبطت كلها بشخص النبي. ولم يتحول المستقبل منها إلى تيار في وعينا القومي يجعلنا أكثر قدرة على رؤية المستقبل باستثناء ما يستشري فينا من الرؤى والأحلام.
10
وبالرغم من تناول علوم الفقه الموضوعات العملية إلا أنها تعرضت أيضا لبعض الموضوعات التي تكشف عن المستقبل فيما يتعلق بأحكام السوق وماذا يحدث في الأسعار والتسويق نتيجة التلاعب والاحتكار أو فيما يتعلق بأنظمة الحكم وما قد يعتريها من وهن وضعف إذا ما حادت عن الشريعة. ووقد ورد لفظ «التدبير» في بعض كتب الفقه السياسي والتي تعني الإعداد والتخطيط لرعاية الأمة ومصالح الدولة.
11
فالعلوم النقلية كلها على هذا النحو بالرغم من أنها تعتمد على النقل إلا أنها لم تسقط المستقبل من حسابها وأخذته ضمن موضوعاتها وإن كان مغلفا بطابع فقهي. (6)
وبالرغم من أن العلوم العقلية ذات طابع رياضي خالص إلا أن حساب اللامتناهي والواحد واكتشاف الصفر، والمكان اللامتناهي، والخط اللامتناهي، والدائرة اللامتناهية الحركة: كل ذلك يجعل اللامتناهي بداية اكتشاف الإنسان للاتجاه نحو المستقبل في المكان والزمان والعدد وإطلاق قوى الخيال العلمي الرياضي لحساب اللامتناهي كما هو واضح في العلوم الرياضية الإسلامية مثل الجبر والمقابلة وجداول «اللوغاريتمات» و«تقدمة المعرفة».
12
وفي العلوم الطبيعية ظهرت الغائية في علوم الحياة وعلوم الطب. كما ظهرت مفاهيم للتحول والتغير والقوة والفعل في علوم الطبيعة . ارتبطت العلوم بالحياة العملية وكان الهدف منها السيطرة على قوانين الطبيعة لتسخيرها لمصلحة الإنسان ومنفعته تعبيرا عن تصور الوحي لعلاقة الإنسان بالطبيعة، وكأن الطبيعة عاقلة حية مريدة فاعلة واعية وهو معنى التسبيح بحمد الله.
Неизвестная страница