Дин
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Жанры
3
ويقول الدكتور «ماكس نوردوه» عن الشعور الديني: «هذا الإحساس أصيل يجده الإنسان غير المتمدين، كما يجده أعلى الناس تفكيرا، وأعظمهم حدسا، وستبقى الديانات ما بقيت الإنسانية، وستتطور بتطورها، وستتجاوب دائما مع درجة الثقافة العقلية التي تبلغها الجماعة.»
4
ويقول أرنست رينان
Renan
في تاريخ الأديان: «إن من الممكن أن يضمحل كل شيء نحبه، وأن تبطل حرية استعمال العقل والعلم والصناعة، ولكن يستحيل أن ينمحي التدين، بل سيبقى حجة ناطقة على بطلان المذهب المادي، الذي يريد أن يحصر الفكر الإنساني في المضايق الدنيئة للحياة الأرضية.»
ولقد أحسن الأستاذ محمد فريد وجدي حين يقول في دائرة معارفه تعليقا على هذه الكلمة، في مادة «دين»: «نعم، يستحيل أن تتلاشى فكرة التدين؛ لأنها أرقى ميول النفس وأكرم عواطفها، ناهيك بميل يرفع رأس الإنسان، بل إن هذا الميل سيزداد ... ففطرة التدين ستلاحق الإنسان ما دام ذا عقل يعقل به الجمال والقبح، وستزداد فيه هذه الفطرة على نسبة علو مداركه ونمو معارفه.» (3) التحليل العلمي ينتهي إلى الإيمان بالغيب في العالمين الأكبر والأصغر
ولنقف قليلا عند هذه الكلمة؛ لأنه قد يبدو من المفارقات العجيبة أن يكون ازدياد العلم ونمو المعرفة سببا في نمو غريزة التدين، المبنية على طلب الغيب المجهول، ولكننا لو تأملنا لتحققنا صحة هذه المفارقة، ولعرفنا أن تقدمنا الحثيث في العلوم يقربنا حقيقة من الاعتراف بجهالتنا، والإقرار بأن مثل ما نعلمه من الكون في جانب ما نجهله منه كمثل قطرة واحدة من محيط خضم عميق؛ ذلك أن كل باب جديد يفتحه العلم من دلائل عظمة الكون وامتداده ينفتح معه أفق أوسع للسؤال عما يتصل بهذا الميدان الجديد من المشاكل الكثيرة الغامضة.
ولنأخذ مثلا مجموعتنا الشمسية، وما فيها من الكواكب السيارة، التي لا يرى منها بالعين المجردة إلا عدد يسير، فقد اكتشف فيها من الأقمار والتوابع على عهد لابلاس
La place
Неизвестная страница