Кровь на вратах подземного мира: археологическое и цивилизационное исследование
دماء على بوابات العالم السفلي: دراسة أثرية حضارية
Жанры
شكل 8-5: جماجم تخترقها أوتاد.
وفي الدنمارك غرب السويد عثر على غرار ما عثر عليه في أيرلندا؛ فقد عثر على جثة رجل أطلق عليه «تولدن مان» بدت الجثة كمومياء طبيعية، تم اكتشافها في أحد مناجم الفحم في الدنمارك عام 1950 وتعود المومياء إلى القرن الرابع قبل الميلاد أو ما يطلق عليه العصر الحديدي في أوروبا، وأهم ما يميز هذه المومياء هو وجهها، حتى إن من يراها يظن أن صاحب الجثة قد توفي حديثا. كانت الجثة مدفونة على عمق 50 مترا، متخذة وضع القرفصاء، وكان هناك قبعة جلدية مخروطية الشكل على رأس الجثة، وباستثناء هذه القبعة كانت الجثة عارية، وكان شعر الرأس قصيرا والذقن محلوقا بصورة جيدة باستثناء بعض الشعر الناعم الذي يدل على أن صاحب الجثة لم يحلق ذقنه في اليوم السابق لمماته. وكان هناك حبل جلدي يلتف بإحكام حول عنقه ويتدلى على كتفه ويمتد إلى الأرض بجوار الجثة
26 (شكل
8-6 ).
شكل 8-6: تولند مان، الدنمارك. (
Brennan, B., 2014, plate. 13 .)
ولقد تنوعت الآراء بشأن هذا الرجل، فرأى البعض أنه ربما كان لصا سقط فمات بهذه الوضعية، ورأى البعض الآخر أنه ربما كان أضحية بشرية تم تقديمها بهذه الكيفية، وأعتقد أن الرأي الأخير هو الأصوب، لا سيما أن المومياء تكاد تكون خالية إلا من القليل من الملابس، فمن غير المعقول أن يقوم لص بالسرقة عاريا! هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وجود الحبل المتدلي حول عنقه يؤكد هذا الافتراض، ووجود القبعة يذكرنا بالتقاليد المتبعة في أضاحي حضارة الأزتك حيث كانوا يحرصون على وضع تاج على رأس الأضحية وتخفيف الملابس، وصاحب المومياء هنا لم يرتد كثيرا من الملابس ولكنه وضع غطاء للرأس، فالأوقع أن يكون أضحية بشرية قدمت في ظل ممارسات طقسية أحاط بها الغموض.
وهكذا من كل ما سبق يمكن القول إن عادة تقديم الأضاحي البشرية تعد ممارسة قديمة وحديثة معا، لها أسبابها وأدلتها في كل زمان ومكان، وكان للسحر والأسطورة دور هام في أسباب القيام بها، فما بين أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكيتين دارت صفحات الكتاب بإيجاز وبشيء من الإيضاح، تم إلقاء الضوء على أسباب تلك العادة، ودوافعها وكيفية القيام بها ومدى التشابه والاختلاف في ممارستها من مكان إلى آخر.
الفصل التاسع
الخاتمة والنتائج
Неизвестная страница