Кровь на вратах подземного мира: археологическое и цивилизационное исследование
دماء على بوابات العالم السفلي: دراسة أثرية حضارية
Жанры
ولقد أحدث هذا الانقلاب الزراعي توجها عاما نحو تقديس وعبادة النباتات، واحترام وتقديس المرأة باعتبارها رمز الخصوبة، إلا أن هذا لم يمنع من استمرار بعض العبادات السابقة مثل تقديس الحيوان. وظهرت عبادة الجماجم وتقديسها على اعتبار أن الإنسان البدائي كان يميل إلى تقديس روح المتوفى، واتخذ من الجمجمة تجسيدا لها؛ مما أدى إلى ظهور بعض الممارسات الطقوسية المتعلقة بهذا النوع من العبادة اعتقادا بإمكانية بقاء العنصر الروحي للمتوفى عن طريق الاحتفاظ برأس المتوفى. ويعتقد البعض أن ظهور التشخيص في هذه الجماجم ومحاولة الإنسان تشكيل ملامح وجه إنساني هما بدء ظهور فكرة الإله.
21 (1-4) الدين في مرحلة التعدين (فجر التاريخ)
يحدد المؤرخون بداية الألف الخامس قبل الميلاد كتأريخ توصل الإنسان فيه إلى اكتشاف المعادن وبدأ يطوعها ويستعملها في صنع أدوات مختلفة. وقد تراجع في هذه الفترة دور الأنثى ليحل الذكر محلها ويصبح مركز الاعتقادات الدينية؛ لأن الثورة الكالكوليثية، في رأي خزعل الماجدي، ثورة رجولية نتج عنها فيما بعد مفردات جديدة كثيرة؛ فقد ظهرت المدينة والمعبد وظهرت الحرف والعمارة والتجارة وتميزت الحياة الاجتماعية وازداد الدين تركيبا وبدأت العقيدة الدينية تزحزح دور المرأة فظهر الإله الأب والإله الابن بجوار الإلهة الأم وأصبح أبو السماء في أهمية الربة الأم الأرضية.
22
وظلت ظاهرة الموت من أهم الظواهر التي لم يستطع الإنسان أن يتقبلها؛ فقد شغل الإنسان في كل مراحل تطوره واجتهد كي يصل لفهم معناها وهو يصارع وهم الخلود والبقاء كي يتقبل هذا المصير الحتمي الذي لا يطال الإنسان فقط بل كل كائن حي على سطح هذا الكوكب؛ فالإنسان البدائي وقف عاجزا عن فهم سر هذا الاختفاء الغامض الذي يصيب أفرادا منه، وكان أعجز عن القيام برد فعل دفاعي لصده. ولما لم يستوعب هذا الإنسان فكرة الفناء النهائي اعتقد باستمرار الحياة بعد الموت وبوجود عالم آخر، فبدأ يدفن موتاه حفاظا على هؤلاء الأفراد المفقودين من العشيرة، وربما كانت «المدافن والقبور إلى جانب تقديس الجماجم أو عبادة الأسلاف» جميعها أدلة على ظهور الدين لدى الإنسان البدائي.
23
وبناء على ذلك يمكن القول إن هناك حقيقة على غاية من البساطة والوضوح يتوصل إليها كل من يتأمل مسار الحياة الفكرية والروحية للبشر منذ حلول عصر الإنسان العاقل قبل مائة ألف سنة من العصر الحالي، وهي أن تاريخ الإنسان الفكري والروحي هو في المحصلة الأخيرة تاريخ دياناته وأساطيره وسجل إبداعاته الأسطورية والدينية. (2) المقصود بالأضحية والقربان
يعرف القربان بأنه كل ما يقربه العابد من معبوده إلها كان أو روحا في مناسبة دينية أو موسم محدد من صيده أو محاصيله أو طعامه، طالبا عونه في تحقيق منفعة أو اتقاء شر أو وفاء لنذر، وليس القربان خاصا بالذبائح، وإن صار ذلك مدلوله في الغالب.
24
أما الأضحية فهي القربان الذي يتقرب به الإنسان من المعبود ويكون من الذبائح الحيوانية والذبائح البشرية لدى بعض الشعوب، ولقد لعبت القرابين دورا هاما في العديد من الحضارات القديمة بل لدى بعض الشعوب الحالية أيضا.
Неизвестная страница