Дибадж Вади
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Жанры
مصادر المؤلف
كما سبقت الإشارة إليه من أن المؤلف قد نقل إلى كتابه هذا من العلوم النقلية الشيء الكثير، وشكل ذلك أحد أهم موارد الكتاب، إلا أننا نجده في الغالب لا يذكر اسم المصدر المستقى منه مادة شرحه، فقد يقتصر في ذلك على قوله: ويحكى، أو حكي، أو يروى، أو روي، ونحو ذلك، خصوصا في سرده لروايات تأريخية أو وعظية أو حكمية أو نقل لأقوال في موضوع ما، وفي مواضع نادرة يذكر اسم قائل كلام ما، أو قول أو ما شابه ذلك بدون ذكر للكتاب المذكور فيه ذلك الكلام أو القول، فيقول مثلا: وحكى قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد، ويورد الحكاية بدون ذكر الكتاب الذي وردت فيه، مما يشكل صعوبة في البحث عن ذلك، خاصة عن قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد صاحب المؤلفات الكثيرة، فلا يدري الباحث في أي من تلك المؤلفات ذكر ذلك، لكن تبين فيما بعد أن كتاب (المغني) لقاضي القضاة هو الذي اعتمد عليه المؤلفعليه السلام بشكل كبير وخصوصا في مسائل الإمامة والأحداث الواقعة في أيام الخليفة عثمان بن عفان والتي انتهت بمقتله، وكذلك فيما يتعلق بطلحة والزبير وعائشة وأخبار الجمل، والخوارج، ومعاوية وأهل الشام وغيرهم.
وينقل أيضا عن سيرة ابن هشام (عبد الملك بن هشام الحميري) وعن الشريف علي بن ناصر مؤلف أعلام نهج البلاغة، وبالنسبة لمصادره اللغوية نجده كما سبق يذكر أقوالا لغوية منسوبة لقائلها بدون ذكر مصادرها، يقول: قال أبو عبيدة أو قال ابن السكيت، أو حكاه الزجاج، أو قال الفراء، أو الأخفش أو غيرهم، وذلك لا يتنافى مع مقدرة المؤلف الذهنية الفائقة وفهمه وتبحره في مختلف العلوم، وسعة وغزارة اطلاعه على الكثير من المصادر في جميع فنون العلم.
Страница 42