286

(لله أبوهم!): تعجب مما قالوه من ذلك، وإنكار(1) لما زعموه، مثل قولهم: لله دره.

(وهل أحد منهم): من قريش الذين زعموا(2) أني لا أحسن تدبيرها.

(أشد لها مراسا): المراس والممارسة واحد، وهي: المعالجة والاختبار بحالها مرة بعد مرة.

(وأقدم فيها مقاما مني): وأسبق فيها قدما من أحد غيري.

(لقد نهضت فيها): قمت بأعبائها، من قولهم: نهض بالأمر إذا كفي فيه.

(وما بلغت العشرين): من عمري وهو سن البلوغ، وما زلت أمارسها وأعالجها من ذلك اليوم إلى الآن.

(وها أنا(3) الآن قد ذرفت على الستين): ذرف أي زاد، ومن هذه حاله في معالجة الحروب وممارستها من زمن البلوغ إلى وقت الهرم والشيخوخة، كيف يقال: بأنه غير ممارس، فما قلتموه في ذلك غير صحيح.

(ولكن لا رأي لمن لا يطاع): ولكن السبب في ذلك هو أني أشرت فلم يقبل رأيي وخالفوه، فكان سببا في تغيير الأمر واختلاله، لا ما زعمتموه من عدم ممارستي للحرب، وهذ الكلمة جارية مجرى المثل ، ولم يسمع(4) من أحد قبله، وهي(5) من بديع الأمثال، وغرائب الحكم، والمعنى أن كل من لا يطاع في رأيه فكأنه في حكم المعدوم(6).

Страница 291