Дибадж Вади
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Жанры
(ويروهم آيات المقدرة): ليستدلوا بها على(1) معرفة الصانع وتوحيده، كما قال تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم}[فصلت:53]، فالذي يكون في الآفاق أمور ثلاثة(2):
(من سقف مرفوع فوقهم(3)): وهو السماوات كلها.
(ومهاد تحتهم موضوع): وهي الأرضون السبع.
(ومعايش تحييهم): وهي الثمرات وأنواع الفواكه، وأما التي في أنفسهم فهي ثلاثة أيضا:
(وآجال تفنيهم): فإنها مع طولها وقصرها موعدها الموت.
(وأوصاب تهرمهم): الأوصاب هي(4): الأمراض، يقال: وصب الرجل يوصب إذا وجع، والهرم هو: ضعف القوى في جميع الحواس.
(وأحداث تتابع عليهم): من الرخاء والشدة، وأنواع المصائب العارضة، فقد أشار عليه السلام بهذه الأمور الستة إلى ما(5) ذكرالله في قوله: {سنريهم آياتنا في الآفاق[وفي أنفسهم]}[فصلت:53]، بأحسن لفظ وأوجزه، فإن هذه الأشياء [كلها] (6) دالة على وجود الصانع وباهر قدرته، وكل واحد منها دال على أنه لا بد له من فاعل وموجد ومقدر، لما يرى فيها من الاختلاف والتباين، فالأرض تخالف السماء، والماء يخالف الحجر، فلا بد لها من فاعل يخالف بين حقائقها ، ولكونها حاصلة على هذه الكيفيات بعد أن لم تكن، وفي ذلك أبهر القدرة على وجود الصانع الحكيم المدبر العليم، والمقدرة هي: القدرة بفتح العين وضمها وكسرها.
Страница 140