Дибадж Вади
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Жанры
سؤال؛ ما المراد بالأمانة والميثاق اللذين أخذهما الله تعالى(1) على الأنبياء، كما دل عليهما(2) كلامه ها هنا؟
وجوابه؛ هو أن يبلغوا ما أرسلوا به، ولا يغيروا شيئا بزيادة ولا نقصان ولا تحريف، والمواثيق ثلاثة:
أولها: ما أخذه الله تعالى على الخلق من الإقرار بربوبيته والاعتراف بوحدانيته، كما قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم [ذرياتهم](3)}[الأعراف:172].
وثانيها: ما أخذه الله على الأنبياء في تبليغ ما أرسلوا به، حيث قال: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم}[الأحزاب:7].
وثالثها: ما أخذه الله على العلماء من بيان ما علموه، حيث قال: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}[آل عمران:187].
(لما بدل أكثر الخلق عهد الله [إليهم](4)): يريد اصطفاهم حين بدل أكثر الخلق، خالفوا ما عهد إليهم من هذه المواثيق والعقود.
(فجهلوا حقه): وضيعوا ما يليق بأمره من توحيده والإقرار بمعرفته والقيام بعبادته، والقيام بواجباته، فخالفوا ذلك كله فتركوا التوحيد.
(واتخذوا الأنداد [معه](5)): وهي الأصنام والأوثان المعبودة، وكل ما يعبد من دون الله من جماد وحيوان، وعبادة الأصنام قديمة، ولهذا فإنها واقعة في أيام نوح، ولم يبلغ إلينا التأريخ إلا من زمانه.
Страница 137