Дибадж Вади

Муайяд Яхья d. 749 AH
123

Дибадж Вади

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

وثانيهما: أن يكون الإحياء حاصلا عقيب هذا النفخ، ويكون فيه سر ومصلحة استأثر الله بعلمها، ويكون إيجاد هذه الواسطة وهي النفخ كسائر الوسائط التي يفعلها الله تعالى، وقوله: (ثم نفخ [فيه](1)) يدل على أن بين تركيب الصورة ونفخ الروح فيها مدة متراخية؛ لأن ثم للمهلة والتراخي.

(فمثلت إنسانا): أي حصلت شخصا تاما، وإتيانه بالفاء هاهنا دلالة على عدم التراخي بين النفخ وصيرورتها إنسانا؛ لأن الفاء تدل على عدم المهلة، وإنسانا منصوب على الحال، أي مثلت على هذه الحالة مصورة على شكل الإنسانية(2).

(ذا أذهان يجيلها): أراد بالأذهان العقل وعلومه، [التي] (3) يجيلها في كل جانب، ولهذا قال عليه السلام: ((قلب ابن آدم أشد تقلبا من الريشة على ظهر الماء))(4).

(وفكر يتصرف بها): الفكر هي : الأنظار والخواطر التي يتصرف بها في النفع ودفع الضرر.

(وجوارح يستخدمها(5)): كاليد والرجل فإنهما آلتان للكسب، وسائر الجوارح فإنها صارت مطيعة له في كلما استعملها على جهة الانقياد من غير مخالفة.

(وأدوات يقلبها): فرق عليه السلام بين الجوارح والأدوات، فجعل الجوارح ما تكون سببا للاكتساب وطريقة له، وجعل الأدوات ما ليس كذلك كالعين، ولهذا قال في الأول: يستخدمها، وفي الثاني: يقلبها، لا غير.

(ومعرفة يفرق بها): أراد بالمعرفة القلب؛ لأنه محل العلم والمعرفة، فلما كان المراد منه هو التمييز.

(بين الحق والباطل): وضع المعرفة مكانه.

Страница 128