وسمعته يقول: التكلف يقطع القلب حسبت أنني احتجت إلى نيف وعشرين حلقة حتى اشتعلت السراج وقال لي يوما: واظب على العلم فإنه يزين الرجال كنت يوما في حلقة أبي سعيد يعني السيرافي فجاء أبو عبد الملك خطيب جامع المنصور وعليه السواد والطويلة والسيف والمنطقة فقام الناس له وأحلوه فلما جلس قال: قد عرفت قطعة من هذا العلم وأريد أسنزيد منه فأيما خير سيبويه أو الفضيح فضحك الشيخ ومن كان [٢٦/ب] في حلقته ثم قال له يا سيدنا محبرة اسم أو فعل أو حرف فسكت ثم قال: حرف فضحك من حضر فلما قام لم يقم له أحد.
٩٤- ذكر أبي طاهرمحمد بن منصور بن علي الشاعر الخطبي مات سنة ثلاث عشرة وأربع مئة، أنشدنا لنفسه يرثي أبا الخطاب بن المهتدي بالله.
بكيت ومثلي أن بكى لايؤنب ... ومن فقد الأحباب يبكي ويندب
إلى الله أشكوا إن جفنى مسهد وقلبي على جمر الغضا يتقلب
رمتني قسى النائبات باسمهم فلم أدر مماحل بي أين ذهب
وكدرت الأيام صفو مشاربي ومن ذا الذي يصفوا له الدهر مشرب
إذا ما كفاك الدهر ثوب مسرة فلا تنتهج فالدهر يعطي ويسيب
إلى آخر القصيدة وعمل كتاب الرسالة وسمعناها منه.
1 / 54