منسوب إلى دبيثا قرية في واسط» (1).
كل هذا يدلل أن النسبة إلى «دبيثا» كانت تلفظ بضم الدال في عصر ابن الدبيثي وبعده ، وبهذا أخذنا نحن (2).
ولا نعلم فيما إذا كان ابن الدبيثي عربي النسب أم لا. وقد ذكر المنذري رواية على التمريض أن أصلهم من كنجة ، وجزم ابن خلكان بذلك ولكن ابن الدبيثي لم يشر إلى مثل هذا في كتابه على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد فضلا عن أن الأسماء المذكورة في نسبه لا تشير إلى مثل هذا الأصل. وذكر ياقوت الحموي أنه سأل ابن الدبيثي : «هل تنسبون إلى قبيلة من قبائل العرب؟ فقال : الناس يقولون : إننا من ولد الحجاج بن يوسف الثقفي وما عرفت أحدا من أهلنا يعرف ذلك» (3). ويبدو لنا أن ابن الدبيثي أحجم عن الانتساب إلى العرب صراحة لعدم وجود الدليل لديه ، وهو المحدث المؤرخ الثقة الذي لا يرضى بغير الدليل بديلا.
ولد جمال الدين ابن الدبيثي بواسط ، كما أخبر هو عنه ، عصر يوم الاثنين السادس والعشرين من شهر رجب سنة 558 ه. والظاهر أن عائلته كانت من سكان المنطقة القدماء وكان جده «عليا» من دبيثا ثم قدم واسطا واستوطنها. وقد ذكر ابن الدبيثي جملة من أفراد أسرته في كتابه ومنهم والده «527 585 ه». وذكر أن والده قدم بغداد وسكن دار الخلافة المعظمة. وكانت والدة «سعيد» جده بغدادية ، والدها أحد الموسرين الأعيان ينزل بدار الخلافة المعظمة مما يلي باب النوبي (4). ومن هذا يبدو لنا أن أسرة ابن الدبيثي كانت أسرة مياسير.
Страница 76