توفى بدمشق بالعادلية الكبرى القاضى قطب الدين محمد بن عبد المحسن بن حمدان السبكى الشافعى قاضى حمص مولده سنة ست وثمانين وستمائة وسمع الحديث فى سنة أربع وسبعمائة وبعدها سمع بالقاهرة من الشيخ على بن محمد بن هارون التغلبى وأبى إسحاق إبراهيم بن على بن محمد الحبوبى وغيرهما وسمع بمكة من الشيخ عز الدين عبد الرحمن بن إبراهيم بن الشيخ أبى عمر وشهاب الدين أحمد بن الشجاع عبد الرحمن الصرخدى وحدث فسمع منه سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكى وروى عنه وهو حى وسمع منه جماعة آخرون وكان قد حضر إلى الشام فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة فولاه الشيخ الإمام قضاء حمص وتدريس النورية والمجاهدية والخطابة بها فاستمر بها نائبا عن الشيخ الإمام ثم عن ولده سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين أيده الله وهكذا إلى سنة اثنتين وستين وسبعمائة فنقله سيدنا قاضى القضاة تاج الدين باختياره إلى قضاء بعلبك وتدريس النورية بها فأقام بها على ذلك نحو شهرين ثم أعاده إلى حمص على عادته المتقدمة (394 و) فأقام بها إلى صفر من هذه السنة ثم خرج منها ودخل دمشق لتلقى سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكى فسح الله فى مدته فعرض له مرض وعزل نفسه عن القضاء واستمر على تدريس النورية وحدها وأقام مريضا إلى أن توفى فى التاريخ المذكور رحمه الله وكان رجلا صالحا كثير التلاوة للقرآن حسن الحفظ له يختم فى اليوم والليلة وكان ينقل مذهب الشافعى جيدا وكان معروفا باستحضار الحاوى الكبير للماوردى و لا يدرى من العلوم شيئا سوى الفقه تفقه على الشيخ صدر الدين السبكى ولازم حلقة الشيخ الإمام بعد العشر وسبعمائة
وتوفى بدمشق شيخنا بدر الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود بن أبى القاسم ابن الزقاق المغربى الأصل الدمشقى المولد والمنشإ والدار والمعهد الكاتب الرئيس المسند المكثر الشهير بابن الجوخى وكانت وفاته فى الحادى عشر من رمضان عن بضع وثمانين سنة ونعم الرجل كان
وفى شوال
صرف الأمير سيف الدين قشتمر الناصرى عن نيابة الشام وأقر على نيابة صفد وولى عوضه نيابة دمشق الأمير سيف الدين منكلى بغا الناصرى فتوجه من حلب إليها ودخلها يوم الخميس السابع والعشرين من ذى القعدة
Страница 361