لذة السماء في امتدادها وارتفاعها بغير عمد، وإحاطتها بالأرض، ترانا ليل نهار، وترى ما يحدث على الأرض من مهازل ومخاز فلا تبوح بشيء منها، وهي مليئة بملايين الملايين من الكواكب والنجوم التي بعضها أكبر حجما من الشمس، والسماء تارة زرقاء صافية الأديم، وتارة أخرى ملبدة بالغيوم. ترسل لنا الغيث فينبت لنا الزرع، وصارت السماء طرقا للمواصلات لم تكلف الإنسان شيئا في رصفها أو تعبيدها. ويلذ للدول العظمى أن تتسابق في غزو ما في السماء من كواكب لمعرفة أسرار الكون، وأنفقت في ذلك ملايين الملايين من الدولارات، ولكنها لم تستطع معرفة كل الأسرار، وما عرفته لا يعادل قطرة من محيط.
لذة الشمس في استدارتها وحرارتها وضوئها الساطع المبهر، تظهر في الأفق كقرص من الذهب أو في كبد السماء قوية الضوء الذي يبهر الأنظار، وتنكسف أحيانا إذا ما وقع القمر بينها وبين الأرض، بينما البشر لا ينكسفون ولا يخجلون مما يفعلون.
لذة القمر في نوره الفضي رغم أنه معتم، ولكنه يعكس لنا ضوء الشمس الذي يسقط عليه، وله عدة أوجه؛ فيظهر في السماء تارة على صورة هلال يبدو كما قال ابن المعتز:
انظر إليه كزورق من فضة
قد أثقلته حمولة من عنبر
كما يظهر بشكل نصف دائرة فيقال إنه في التربيع، أو على هيئة ثلاثة أرباع دائرة فيسمى أحدب، أو كامل الاستدارة فيسمى بدرا. لا يظهر إطلاقا فيقال إنه في المحاق. ويضرب به المثل في الجمال فيقال إن العروس قمر يتلألأ، أو وجهها كالبدر في ليلة 14. ويخسف القمر إذا ما وقع في ظل الأرض فتحجب عنه ضوء الشمس.
لذة المايوه في أنه يبدي أكثر مما يخفي، يظهر تقاطيع أجزاء أجسام الحسان الفاتنات فتبدو شركا للعيون. وكم كان المايوه سببا في حدوث ما لم تحمد عقباه!
لذة الحذاء في أنه يحمي أقدامنا من الأذى، ويزيدنا احتراما ووقارا، ويزيد سيقان الغيد الجميلات فتنة للناظرين، وكم ضرب به المثل في استعباد بعض الزوجات المشاكسات لأزواجهن! والحذاء إما جميل الصورة كأحذية السيدات، أو قبيح الشكل قذى للعين كحذاء الجندي.
لذة الجورب في أنه يدفئ أقدامنا شتاء، ويبدي جمال سيقان الإناث، ويتشرب عرق أقدامنا، ولا يشكو مضايقة أحذيتنا.
لذة القرط (الحلق) في أنه يتدلى من أذن الغانية فيعلن لنا عن جزء هام من مفاتن جسدها، وهو عنقها الجميل.
Неизвестная страница