113

Дхахира

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Исследователь

إحسان عباس

Издатель

الدار العربية للكتاب

Место издания

ليبيا - تونس

وأصحابه يتساقطون علينا في كل حين أفواجًا، ويتتابعون إلينا نزاعًا أرسالًا، لما يبدو من ضعف آرائه، وخبث مذاهبه، وقبح غدره، وتناكب أمره، حتى اتسع عليه الخرق، وأعضله الفتق، واستنفر له وجه الخلائق، وأسلمه غرور الشيطان، فأصبح نادمًا سادمًا، وأمسى حائرًا بائرًا، ونكال الله تعالى نازل به، وسخطه منزل عليه، وبأسه منصرف إليه. وفي فصل من أخرى: أنالك في فلتات تحجب حسن الظن بمن أسبغت عليه النعمة، ووجبت لربه الحجة في أداء النصيحة. وقد اندرجت في أثناء هذه الفتنة خطوب استعمل فيها أمير المؤمنين الثقة بمن لم يتق الله في النصيحة له ولرسوله ﵇ ولخليفته ولجماعة المسلمين، ولم تصدق نيته ولم يصح خبره، ولا رأي لمكذوب. فأوطأه عشوةً، وزخرف له كذبةً على إثر كذبة، ومنى الأماني، وقرب المواعيد، ونمق الزور، ولبس الأمور، وأمير المسلمين يوجس الخيفة، ويخشى الخديعة، ويرى أعلام الريبة، حتى وضح الفجر، وصرح عن زبدته المحض، وليس هو بأول من أحسن فضاع إحسانه، واصطنع فسقطت صنائعه. وفي فضل الله عوض من كل فائت، وفي جزائه خلف من كل ضائع، وفي إقبال رحمته غنىً عن كل مدبر، وللأيام عقب تديل الكره بالرضى، وتنسخ الشدة بالرخا. وله من أخرى عن عليّ بن حمود إلى منذر بن يحيى: وما أنكرت شيئًا مما ذهبت إليه من التأني والتثبت، ولا اعتقدنا إلا رأيك في نظر الاجتماع، وترقب الالتئام، لترتفع الشبهة وينجلي الشك، وإن كان مذهبنا في هذه الأمة مشهورًا، واحتسابنا الأجر في صلاحها معروفًا

1 / 117