Дхахаир
ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى
ولقد اقترضت دينارا فهاك واوثرك به على نفسي فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي ﷺ فصلى الظهر والعصر والمغرب فلما قضى النبي ﷺ صلاة المغرب مر بعلى في الصف الاول فغمزه برجله فسار خلف النبي ﷺ حتى لحقه عند باب المسجد ثم قال يا أبا الحسن هل عندك شئ تعشينا به فأطرق على لايحر جوابا حياء من النبي ﷺ قد عرف
الحال الذى خرج عليها فقال له النبي ﷺ إما أن تقول لا فننصرف عنك أو نعم فنجئ معك فقال له حبا وتكريما إذهب بنا وكأن الله ﷾ قد أوحى إلى نبيه ﷺ أن تعش عندهم فأخذ النبي ﷺ بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة ﵍ في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخانا فلما سمعت كلام النبي ﷺ خرجت من المصلى فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد ﵍ ومسح بيده على رأسها وقال كيف أمسيت عشينا غفر الله لك وقد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلما نظر على ذلك وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا فقالت ما أشح نظرك وأشده سبحان الله هل أذنبت فيما بينى وبينك ما أستوجب به السخطة قال وأى ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما يومين فنضرت إلى السماء فقالت إلهى يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه إنى لم أقل إلا حقا قال فأنى لك هذا الذى لم أر مثله ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه فوضع النبي ﷺ كفه المباركة بين كتفي على ثم هزها وقال يا على هذا ثواب الدينار وهذا جزاء الدينار هذا من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ثم استعبر النبي ﷺ باكيا وقال الحمد لله كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذى أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة في المجرى الذى أجرى فيه مريم كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا.
خرجه
1 / 46