وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
لَسْنا وإنْ كَرُمَتْ أَوَائِلُنا ... يوْمًا على الأحْسابِ نتَّكِلُ
نَبْني كما كانت أَوَائِلُنا ... تَبْني ونَفْعَل مثْلَ ما فعلوا
وقال المتنبي:
خُذْ ما تراهُ ودَعْ شيْئًا سَمِعْتَ به ... في طَلْعَةِ الشَّمْسِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ
وقال:
لا بِقَوْمي شَرُفْتُ بل شَرُفوا بي ... وبِنَفسي فَخَرْتُ لا بِجُدودي
وما فُضِّل الولد على الوالد بأحسنَ من قول المتنبي:
وإنْ تكن تَغلِبُ الغَلْباءُ عُنْصُرَها ... فإنَّ في الخمرِ مَعْنًى ليس بالعِنَبِ
وقوله أيضًا:
فإنك ماءُ الورْدِ إنْ ذَهَب الوَرْدُ
وقال ابن الرومي فيمن ازداد شرفُ آبائه به:
وَكمْ أَبٍ قدْ عَلاَ بابْنٍ ذُرَا شَرَفٍ ... كما عَلَتْ بِرَسولِ الله عَدنانُ
يَسْمُو الرجالُ بآباءٍ وَآوِنةً ... تَسْمُو الرجالُ بأبناءٍ وتَزْدانُ
وقالوا في أنه لا اعتدادَ بمن شَرُفَ أصله إذا لم يَشْرُفْ بنفسه:
والقائل المعلم الأول أرسطوطاليس -: إذا كان الإنسان خسيس الأبوين شريف النفس، كانت خسة أبويه زائدةً في شرفه، وإذا كان شريف الأبوين خسيس النفس، كان شرف أبويه زائدًا في خسته. وقال ابن الرومي:
وما الحَسَبُ الموروثُ لا دَرَّ دَرُّهُ ... بمُحْتَسَبٍ إلا بآخَرَ مُكتَسبْ
إذا العُودُ لم يُثْمِرْ وإن كان شُعْبَةً ... منَ المُثْمِراتِ اعْتَدَّه الناسُ في الحَطَبْ
1 / 57