لها في السيادة، وقوله: فكوني له كالسمن: أي كوني له كالسمن الذي لا يتغير، والرب: خلاصة التمر بعد طبخه وعصره، والأدم: اسم جمع للأديم وهو الجلد المدبوغ، يريد الأسقية التي يجعل فيها الرب. وكانت العرب تدهن وعاء السمن بالرب لتمنع فساده ويزيد في طيب ريحه، فقوله: رُبَّ له الأدم: أي جُعل فيه الرب لئلا يفسد، وقوله وإن كنت تهوين الخ يقول: وإن كنت تؤثرين مفارقتي مصممة على ذلك فكوني له ذئبًا أهملت له الغنم يعيث فيها، ويقال لزوج الرجل: ظعينة، وهي مقيمة، والأصل في الظعينة المرأة في هودجها وهي سائرة، وقوله: وإلا فسيري إلخ، فالخِمْسُ: فلاة بعد ماؤها حتى إن الإبل لترده في
اليوم الرابع سوى اليوم الذي شربت فيه وصدرت، واليَتم: الفتور والتقصير والإبطاء، يقول: وإلا فارقيني وسيري سير راكب تكلف ورود الماء للخمس، وقوله: وإن عرارًا. . . البيت، فالشكيمة: شدة النفس وإباؤها، والشيمة: الخليقة، وكان عرار هذا حديد القلب ذرب اللسان، يقول: لا اقدر على تغيير خلقه، فإما أن تلائميه على ما تقاسينه من حدته، وإما أن تفارقيني فإنه أحب إليّ منك، وقوله غير واضح: أي غير أبيض: مستعار من وضح الصبح وهو بياضه، والجون هنا: الأسود المشرب حمرة، والمنكب: مجتمع عظم العضد والكتف، يصفه بالقوة والشدة، والعمم: التام قالوا: كان عرار هذا أحد فصحاء العقلاء، توجه عن المهلب بن أبي صفرة إلى الحجاج رسولًا في بعض فتوحه، فلما مثل بين يدي الحجّاج لم يعرفه وازدراه، فلما استنطقه أبان وأعرب ما شاء وبلغ الغاية والمراد في كل ما سأل، فأنشد الحجاج متمثلًا:
أرادت عِرارًا بالهَوانِ ومن يُرِدْ ... عِراراَ لَعَمْري بالهوانِ فقدْ ظَلَمْ
1 / 35