Золото, отлитое в наставлениях королям
الذهب المسبوك في وعظ الملوك
Жанры
يا أمير المؤمنين: حدثني يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن عمر بن الخطاب استعمل رجلا من الأنصار على الصدقة فرآه بعد أيام مقيما فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟
أما علمت أن لك مثل أجر المجاهد في سبيل الله؟ قال: لا. قال: فكيف ذلك؟ قال: لأنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من وال يلي شيئا من أمور الناس إلا أتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه، يوقف على جسر النار، ينتفض به ذلك الجسر انتفاضة تزيل كل عضو منه عن موضعه، ثم يعاد فيحاسب فإن كان محسنا نجا بإحسانه وإن كان مسيئا انخرق به ذلك الجسر فهوى به في النار سبعين خريفا. فقال له عمر: ممن سمعت هذا؟ قال: من أبي ذر ومن سلمان. فأرسل إليهما عمر فسألها فقالا نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال عمر: واعمراه من يتولاها بما فيها!! فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض.
فأخذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى وانتحب حتى أبكاني. ثم قال: يا أمير المؤمنين قد سأل جدك العباس النبي صلى الله عليه وسلم إمارته على مكة أو الطايف أو اليمن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا عباس يا عم النبي: نفس تحييها خير من إمارة لا تحصيها)).. نصيحة منه لعمه وشفقة عليه وأخبره أنه لا يغني عنه من الله شيئا إذ أوحى إليه: {وأنذر عشيرتك الأقربين} فقال: يا عباس ويا صفية عمي الرسول ويا فاطمة بنت محمد: إني لست أغني عنكم من الله شيئا، لي عملي ولكم عملكم.
Страница 205