شكل القوافي بين الدال المنصوبة والدال المكسورة والتي تأتي على غير ذلك في اختلاف في الشكل" «٦٦»، أما قول ابن هشام عن هذه الظاهرة- وهي مشهورة في أشعارهم- يدل على أن شعر المكيين كان يكثر فيه هذا العيب الشعري.
وهكذا فان ابن هشام في منحاه هذا قام بحذف بعض القصائد والابيات الشعرية لا لشك منه في صحة صدورها من أفواه قائليها بل كان على أساس إنتقاء الأشعار الجيدة والحسنة وإثباتها في تهذيبه هذا لسيرة ابن إسحاق ورفع الأشعار الرديئة التي تشكل برأيه عيبا ظاهرا في هذا التهذيب إن هو اثبت هذه الأشعار، وهذا الأمر أفقدنا معلومات تأريخية مهمة تضمنتها تلك الأشعار التي حذفها ابن هشام.
ثالثا: حذف الأشعار المقذعة، ومعنى القذع في اللغة هو الخنا والفحش، وأقذعه أي رماه بالفحش وأساء القول فيه وهو الفحش في الكلام الذي يقبح ذكره، والهجاء المقذع الذي فيه فحش وسب يقبح نشره، وأقذع له أي أفحش في سمته «٦٧» .
قام ابن هشام بحذف الأشعار التي تضمنت تلك الصفات التي عناها معنى القذع والتي وصفها بعبارته التي تضمنتها مقدمته: " وأشياء بعضها يشنع الحديث به وبعض يسوء الناس ذكره" «٦٨»، إذ شمل الحذف الأشعار التي تضمنت قذعا للمسلمين والمشركين على حد سواء، إذ وجدنا أمثلة عديدة على هذا