173

Защита от рационалистического возражения против хадисов, связанных с вероучениями

دفع دعوى المعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد

Издатель

مکتبة دار المنهاج

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٥ م

Место издания

للنشر والتوزيع - الملكة العربية السعودية الرياض

Жанры

ومِن ثَمَّ؛ كان موقفهم من الدَّلائلِ المُتَكَاثِرةِ المُثْبِتة لهذا المُتعلق = لا يخرج عن ثلاثة مَسَالك:
المسلك الأول: إمّا الردُّ لهذه النُّصوصِ الدَّالةِ على نقيض مَذهبِهم؛ فإنَّهم تذرعوا في رَدِّها بذريعتين: إمّا دعوى أنّ هذه الأحاديث مضطربة لا تصحّ (^١)، أو ادعائهم بأنها أخبار آحاد لا تُقبل فيما سبيله العلم والقطْع (^٢) .
المسلك الثاني: المعارضة لها، ومقابلتها بأدلة الوعيد (^٣)؛ كحديث: (من قتل نفسه بيده، فحديدته في يده يَجَأُ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا فيها أبدًا) (^٤) وكقوله تعالى في آكل الربا: ﴿فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٧٥)﴾ البقرة. أو بحملهم للأدلة السالبة لنفع الشفاعة في الكافرين =على أهل الكبائر (^٥)؛ كقوله تعالى: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨)﴾ غافر.
المسلك الثالث: تأويلها وإخراجها عما أراده المتكلم منها. ويتمثل هذا التأويل في الأحاديث الدَّالة على خروج أهل الكبائر من النار على أحد مَعْنيين:
الأول: أَنَّ المراد بها خروجهم من الدنيا من استحقاق العقاب بعد تحقُّقه فيهم.
وفي تقرير هذا المعنى يقول القاضي عبد الجبار: (فأما مايروى

(^١) انظر: "طبقات المعتزلة" للقاضي عبد الجبار (٢٠٨)
(^٢) انظر: "شرح الأصول الخمسة" (٦٧٢،٦٩٠)، و"مشارق أنوار العقول" (٣٧٤ - ٣٧٥)
(^٣) انظر: "طبقات المعتزلة" (٢١٠)، و"شرح الأصول الخمسة" (٦٧٣)
(^٤) أخرجه البخاري في: كتاب"الطب"،باب"شُرب السُّم والدَّواء به " (١٢٤٠ - رقم [٥٧٧٨]) ومسلم في: كتاب""،باب" غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وإن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار " (١/ ١٠٣ - رقم [١٠٩])
(^٥) انظر: "مشارق أنوار العقول" (٣٧٤)

1 / 178