Государство женщин в королевстве женщин
دولة سيدات في مملكة نساء
Жанры
وقالت ملفينا متمادية بالتباله، ومستلذة هذا النقاش: أوه، أهذه المعارك تعنين؟ - أي نعم، معارك الأحداق والمهج. - هذه معارك لا نستطيع نحن الانتصار فيها، ينتصر فيها الرجال، ونصبح لهم فيها إماء ورقيقات. - بل يكون النصر لنا حتما، يدخل رجال جاريجاريا إلى بنطس مغزوين لا غازين، ويكونون لنسائها غنائم لا غانمين. - إن تقاليدنا وتواريخ جداتنا تشهد ضد هذه الأماني التي تمنين النفس بها. فما اعتصبت جداتنا ضد الرجال إلا لكي يسحقن نير العبودية لهم، فهل تريدين أن نعود إلى ذلك النير الثقيل؟!
فقالت أوجستينا جادة: آسف أن للتقليد سلطانا على عقلك يا عزيزتي. عند الاختبار تجدين رجال هذا الزمن في معارك الغرام أسارى ونساءه آسرات. - وقينا من شر نظريتك يا سيدة القضاء. أما كانت معارك الغرام تحتدم في أزمان جداتنا القديمات؟ فلماذا كانت جداتنا أسيرات لا آسرات، ورقيقات لا سيدات.
فقالت أوجستينا جازمة: كلا لم تحدث معارك الغرام في زمن جداتنا؛ لأنهن كن أسيرات، وكان الرجال يتمتعون بهن بغير اقتناص كما يتمتعون بأكل الغنم والفراخ والحمام بلا اصطياد. جداتنا قمن بنصف المهمة التي كتبت في سفر تحرير المرأة، هن حررننا من العبودية للرجال، فبقي علينا أن نستعبد الرجال، ولا سلاح لاستعبادهم إلا سهام كيوبد.
فقالت ملفينا مضطربة: ويك أخاف أن كيوبد إله الحب يعيث غراما الآن في البلاد، ويريش سهاما إلى الأكباد إذا كانت سيدة القضاء تتمادى بهذه الفلسفة ... إلخ إني أحس بوقع سهم، فمن أية ناحية ريش هذا السهم إلى هنا؟ (ووضعت يدها على قلبها تتحسس).
فقالت أوجستينا: طبيعي أن يعيث كيوبد في بنطس ويريش السهام على الدوام؛ لأن الحب جوهر الطبيعة، فإذا عاث الجوهر في البلاد كان عيثه زهرا جميلا وثمرا يانعا. - ولكن الحب في شريعتنا جريمة يا سيدة القضاء والعدل، فكيف نتقي هذه الجريمة؟ - هو جريمة في شريعتنا، ولكنه فضيلة في سنة الطبيعة، ولا قبل لنا على مناهضة الطبيعة فيما هو فضيلة في شريعتنا. - ولكن الشريعة نشأت لمقاومة الطبيعة. - حقا ما تقولين. فلنر أيهما تغلب وتفوز أخيرا يا عزيزتي الكاهنة التقية النقية، بالطبع لا تقصي نقاشنا هذا على رئيستك الكاهنة العظمى، وإن كانت قد أوصتك أن ترقبي حوادث كيوبد في بنطس، أثق أنك لا تقصين عليها هذا الحديث لأنك شريكة فيه.
عند ذلك باغتهما وقع أقدام، فالتفتتا إلى حيث كان الوقع، فإذا رئيسة الكاهنات بادية وهي تقول بصوت جهوري: «في الغد يكمد القمر ويعتقل الحب، فارقبي القمر يا ملفينا.»
ثم توارت وملفينا أجفلت وقالت: ويحي لقد سمعت كل حديثنا، وسينزل الويل علينا. - لا تخافي، هل سجدت لكيوبد؟ إذن لم تعصي الشريعة، فلماذا تخافين؟ وأسرعت أوجستينا إلى القصر لكي تحضر مجلس الدولة.
الفصل الثاني
في دار الدولة في قصر الملكة
تركنا الملكة في الفصل الآنف تأمر بعقد مجلس الدولة في بهوها، وهو يحتوي على مقاعد من الخشب السنط مزخرف من الطراز اليوناني القديم، وفي وسطه منضدة من خشب مزخرفة، وقد جلست الملكة أمامه وجلست حوله سائر سيدات الدولة، ما عدا الوصيفات وحاشية الملكة طبعا.
Неизвестная страница