235

Государство Бани Расул

دولة بني رسول

Жанры

تسليم هداد:

ولما اشتد بأهل هداد [الحصار](1) وانقعطت السبل ونالتهم المضرة حتى أكلوا الحمير والخيل وأشجارا لا تنفع، دار المتوسط فيما بينهم وبين الإمام -عليه السلام- وانصرم الأمر وقبض الحصن وكان تسليمه من أعظم الفتوح في ذلك الأوان، وعند ذلك انقطع ما في أيدي الغز الذين(2) في ذمار وأحاطت بهم المراكز وتقاصرت الاسفار حتى أيقنوا بالهلاك، ووقع بينهم وبين العساكر الإمامية وقعات أيد الله فيها جنود الحق وكانت تأتيهم المواد من الإمام -عليه السلام- حتى اجتمع من الخيل نحو من ثمانمائة فارس، فلما كان كذلك هرب الخصي ومن كان معه من عساكر السلطان في الليلة التي تسفر عن السبت الثالث عشر من المحرم أول سنة إحدى وخمسين وستمائة، فلحق جنود الحق من أثاثهم ومن أثقالهم ولحقهم الناس بعض نهار(3) فلم يدركوهم.

وقد كان الإمام -عليه السلام- استدعى الأمير الكبير المتوكل أحمد بن المنصور بالله -عليه السلام-، وكان في حصن ظفار فاستنجده لحرب أعداء الله، فأجابه ووصل إليه إلى صنعاء في عصابة من أهله وبني عمه، وجهزه الإمام -عليه السلام- [في عسكر](4) إلى جهة ذمار وجهز بعده الشريف الأمير الحسيب (جمال الدين)(5) توران بن القاسم بن يحيى بن حمزة ابن أبي هاشم في عسكر وأمره بتعظيم الأمير الكبير وإنصافه، وبلغ الخبر إلى الإمام -عليه السلام- بهرب الأعاجم قبل وصول الأمير الكبير المتوكل ومن معه، ولما اجتمعت العساكر[411] في ذمار، لم يلبث أسد الدين محمد بن حسن أن نهض راجعا إلى صنعاء، فلما علم الإمام بإقباله كره ذلك، واشتغل خاطره فأمر إليه بالوقوف فلم يساعد.

Страница 321