ولا قط لاعبت الحسان الكواعبا
كما قام لله المهيمن غاضبا
لك اليوم فاصرم حبل ماكنت طالبا
ولا بارق فاقصد من الأرض جانب
ونهض العسكر من الواسطة نصف ا لنهار، فلما رآهم أهل الموقر والغرنوق أبلسوا وأيقنوا بالهلاك فمر الناس تحت الحصنين فما نبس من القوم أحد، بل أنقبضوا، ولما علم أهل المخلافة من بني شاور وغيرهم بقرب العساكر المنصورة منهم أحاطوا بقراضة(2).
وقعة قراضة:
فلما رأى العسكر المنصور اجتماع بني شاور على قراضة، قصدها الناس بأجمعهم، فيهم الأميران الشريفان أحمد بن القاسم بن جعفر بن عم الإمام المهدي أحمد بن الحسين -عليهم السلام- في عصابة من أهله، والأمير أحمد بن محمد بن حاتم فلزم الشريف [الأمير](3) يحيى بن القاسم جبلا من الغرب(4) قريبا من الموقر لمنع(5) الغارة من الحصنين، فلم يلبث العسكر أن اقتحموا الأسوار يحمل بعضهم بعضا حتى دخلوا على القوم بالسيوف فأخذوهم قتلا وسلبا وأسرا، ولم يفلت منهم إلا جماعة رموا [بأنفسهم](6) من شاهق، فقتل جماعة، منهم عدو الله ذليح. فأخذ منها جملة من الأموال والسلاح، وكان يوما على الكافرين [عسيرا](7).
Страница 226