Умейядская династия в Сирии
الدولة الأموية في الشام
Жанры
لاستعمالهم البلغاء من الرجال في نشر دعوتهم، فمثلوا مقتل الحسين تمثيلا محزنا مبكيا، فكانوا أينما حلوا ينالون من أعدائه الذين انتهكوا حرمته، فاحتزوا رأسه وداسوا بخيلهم على جسده، وحملوا على قتلته أولئك الذين لا تعرف الشفقة قلوبهم ولا المرحمة نفوسهم، فكانوا يبكون ويستبكون الناس على القتيل حفيد رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
وإليك خطبة عبيد الله بن عبد الله المري أشهر دعاتهم، فإنه كان يجوب الأنحاء العراقية ويلقيها على مسامع الناس: «... لله أنتم ألم تروا ويبلغكم ما اجترم إلى ابن بنت نبيكم، أما رأيتم إلى انتهاك القوم حرمته واستضعافهم وحدته وترميلهم إياه بالدم وتجرارهموه على الأرض، لم يراقبوا فيه ربهم ولا قرابته من الرسول
صلى الله عليه وسلم ، اتخذوه للنبل غرضا وغادروه للضباع حزرا، فلله عينا من رأى مثله ولله حسين بن علي، ماذا غادروا به ذا صدق وصبر، وذا أمانة ونجدة وحزم، ابن أول المسلمين إسلاما وابن بنت رسول رب العالمين، قلت حماته وكثرت عداته حوله، فقتله عدوه وخذله وليه، فويل للقاتل وملامة للخاذل، إن الله لم يجعل لقاتله حجة ولا لخاذله معذرة إلا أن يناصح الله في التوبة فيجاهد القاتلين وينابذ القاسطين، فعسى الله عند ذلك أن يقبل التوبة ويقيل العثرة، إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدماء أهل بيته وإلى جهاد المحلين والمارقين، فإن قتلنا فما عند الله خير للأبرار، وإن ظهرنا رددنا هذا الأمر إلى أهل بيت نبينا.»
47
واستمال حزب التوابين سكان المدائن، فبثوا بينهم دعوتهم ورجوهم إلى قتال أعدائهم، فانتصروا لهم ووجهوا قواهم لتنشيط هذا الحزب ... ولو دققنا في الأسباب التي جعلت أهل المدائن ينضمون إلى الكوفيين لتحققنا أنها مبنية على الأسس المالية، فسكان المدائن وأرباب الثروة فيها هم شركاء لأهل الكوفة في نخيلهم ودورهم وعطائهم؛ ولذا لم يكن بوسعهم أن يتخلوا عنهم ويناضلوهم، فلما طلب إليهم سليمان بن صرد الالتحاق بالحزب في رسائله المشهورة إليهم سمعوا له وأجابوا، وإني مورد لك نص بعض الرسائل التي جرت بين الفريقين لتفهم روح المفاوضة ومعناها إذ ذاك:
رسالة سليمان بن صرد لأهل المدائن ... إن أولياء الله من إخوانكم وشيعة آل نبيكم نظروا لأنفسهم فيما ابتلوا به من أمر ابن بنت نبيهم الذي دعي فأجاب ودعا فلم يجب، وأراد الرجعة فحبس وسأل الأمان فمنع، وترك الناس فلم يتركوه وعدوا عليه فقتلوه، ثم سلبوه وجردوه ظلما وعدوانا ...
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
48 ... فلما نظر إخوانكم وتدبروا عواقب ما استقبلوا رأوا أن قد خطئوا بخذلان الذكي الطيب وإسلامه وترك مواساته ... ولا توبة دون قتل قاتليه أو قتلهم ... فقد جدوا إخوانكم فجدوا وأعدوا واستعدوا وقد ضربنا لإخواننا أجلا يوافوننا إليه وموطنا يلقوننا فيه، فأما الأجل فغرة شهر ربيع الآخر سنة 65ه/684م، وأما الموطن الذي يلقوننا فيه فالنخيلة ... وإنكم جدراء بتطلاب الفضل والتماس الأجر والتوبة إلى ربكم من الذنب، ولو كان في ذلك حز الرقاب وقتل الأولاد واستيفاء الأموال وهلاك العشائر ... إن التقوى أفضل الزاد في الدنيا ... ولتكن رغبتكم في دار عافيتكم وجهاد عدو الله وعدوكم وعدو أهل بيت نبيكم ...
49
Неизвестная страница